أنا شاب أعمل في شركة تُقدِّم تقنية شبكة الإنترنت بطريقة جديدة مثل الإنترنت والهواتف الداخلية والكاميرات وأنظمة الحماية، وقد بدأتُ وتوظَّفتُ في هذه الشركة وعملت بها إلى أن انتقلت إلى نظامٍ جديد، وهو إدخال قنوات التلفزيون عن طريق الشبكة ليتم توزيع القنوات إلى جميع الغرف في المبنى، فنأخذ المشروع ونقوم بتركيب شبكة التلفزيون وتركيب الأجهزة والمعدات لتشغيل النظام.
وأنا فنيٌّ وطبيعة عملي هي أن أقومَ بتركيب كافة الأجهزة والكابلات، ولا أتدخل أبدًا في أيِّ برامجَ أو عملِ ضَبْط للأجهزة المعنية من ناحية الإعداد لها أو التشغيل، حيث إنني أقوم بتركيب الأجهزة وتوصيل الكابلات فقط وليس لديَّ العلم بعدد أو أسماء القنوات.
ويأتي مهندسان آخران لعمل الإعدادات ووضع البرامج المناسبة وتشغيل القنوات، علمًا بأن شركتنا لا تتحمل مسئولية اختيار القنوات وإنما العملاء ومسئولو المنشأة هم من يختارون هذه القنوات.
والقنوات كلها قنوات إسلامية ولكن قد يحتوي بعضها على برامج موسيقى ومسلسلات، وأنا شاب في مقتبل العمر ومحتاج لهذا العمل. فهل عملي هذا فيه أية شبهة؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن التلفازَ في الأصل جهازٌ محايد يُمكن استخدامُه في الخير ويمكن استخدامه في الشرِّ، وقد كَثُرت الفضائيات التي تَبُثُّ برامج إيمانية ودَعَويَّة نافعة، فإذا كانت القنوات كما تقول قنوات إسلامية من حيث الأصل، ولكن يعيبها ما يتخلَّلها من بعض المسلسلات والموسيقى، فأرجو ألا يكون على عاتقك إثمٌ، وأن تكون التَّبِعة في حالة إساءة الاستخدام على المُباشِرِ لهذه الإساءة.
مع تأكيدنا على أن الأصلَ في المعازف هو المنع، اللَّهُمَّ إلا ما كان من الدُّفِّ في الأعياد والأعراس ونحوه(1)، وأن ظهور النِّساء متبرجاتٍ في المسلسلات أو في غيرها مما يُسخط اللهَ رسوله. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) فقد أخرج الترمذي في كتاب «النكاح» باب «ما جاء في إعلان النكاح» حديث (1089)، وابن ماجه في كتاب «النكاح» باب «إعلان النكاح» حديث (1895)، من حديث عائشة ل قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أَعْلِنُوا هَذَا النِّكَاحَ وَاجْعَلُوهُ فِي الْـمَسَاجِدِ وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ». وقال الترمذي: «حديث غريب حسن»، وحسنه الزرقاني في «مختصر المقاصد» ص114، وكذا حسنه العجلوني في «كشف الخفاء» (1/162).