ربما يكون السُّؤال غريبًا بعض الشَّيء، أنا الآن مجتهد وأحاول الاجتهاد في الدُّعاء لأنني في همٍّ؛ لأنني أسعى للزَّواج من فتاة معينة فلم أجد إلا باب الله أطرقه حتى يعطيني ما أريد.
ولكن تأتي لي هواجس بأني لا أعبد الله إلا من أجل أن يقضي لي حوائجي، ولكن أرجع وأسأل نفسي: ومن يقضي حوائجي غير الله؟ فأشعر أنني لا أعبد الله حقَّ عبادته، وأنني أتعامل مع الله سبحانه من أجل مصلحتي.
فهل هذه الشُّكوك صحيحة؟ أم أظل في دعائي وإلحاحي في الدُّعاء من أجل أن يقضي لي حوائجي؟ لأنني متيقن أنه لا شيء إلا بقدرة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فنسأل الله يا بني أن يزيدك تُقًى وهُدًى، وننصحك بالمداومة على عبادتك لربِّك، ومن بين صور العبادة وآكدها الدُّعاء، فإن اللهَ جل علا أمر عباده بدعائه؛ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60]. وهل هناك من يُرجى لجلب المحبوب ودفع المكروه سواه؟!
لا تلتفت يا بني إلى هذه الوساوس، بل استمرَّ في العبادة والدُّعاء، فإن قضى الله حاجتك فقد فتحت أمامك أبواب عبوديَّة الشُّكر؛ فإن الشُّكر قيد النعم!
إذا كنتَ في نعمةٍ فارْعَهَا
فإن المعاصي تُزيل النِّعم
وحافِظْ عليها بشُكْر الإله
فإن الإله سريع النقم
ومن جانبنا ندعو الله لك أن يوفقك إلى ما يعلم أنه أنفع لك في دينك ودنياك، وأن يحملك في أحمد الأمور عنده وأجملها عاقبةً، والله تعالى أعلى وأعلم.