سبق في علم الله تعالى أني سأعمل السَّيِّئات وأن مصيري إلى النار، فَلِمَ خلقني وهو يعلم أنني سأفعل ما يستوجب النار؟ ألا يتناقض مع صفة الرَّحمة التي وسعت كلَّ شيءٍ؟ أريد إجابةً تُزيل الغموض وتلجم السَّائل. بارك اللهُ فيكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن علمَ الله تعالى صفة تنكشف بها الأشياء، والله جلَّ وعلا لا يُحاسب عباده على مقتضى علمه بهم، بل على ما مقتضى ما يظهر من أعمالهم؟ والذين يطرحون هذا السُّؤال يُسوُّون بين أعمال العباد الاضطراريَّة وأعمالهم الاختياريَّة، وهذا مكابرة للعيان!
إنهم يُسَوُّون بين حركة المرتعش من الحمى وحركة الجسد الاختياريَّة إلى الفاحشة، ومثل هذا لا يقول به عاقل، إن الله جلَّ وعلا وهب عباده أدوات التَّكْليف والمسئوليَّة: السَّمْع والبَصَر والفؤاد، وحاسبهم بمقتضاها، ولو سلب شيئًا من ذلك لأسقط من التَّكْليف بقدر ما سلب، فإنه عز وجل إذا سلب ما وهب أسقط ما أوجب، ويبقى أن أهل الجنَّة مُيسَّرون لأعمالها وأهل النار ميسرون لأعمالها. ونسأل الله العافية، ونعوذ به من الخذلان، والله تعالى أعلى وأعلم.
شبهة في العقيدة
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 03 العقيدة