ذهبتُ أنا وشخصٌ آخر ليشتكي بعضنا البعض لدى شخصٍ ثالث ليحكم بيننا، قال لي الذي ذهبنا نشتكي إليه: «اذهب وامسك المصحف واقرأ فيه كما قلت لك». قال شيئًا يُشبه ذلك، وكان فيه كلمة «المصحف»، فقلت له: «أنت والمصـ…» كنت أُريد أن أقول: «أنت والمصحف بتاعك» أو نحو ذلك ولكن أمسكت نفسي ولم أكمل كلمة «المصحف». كنت مغضبًا، ولكن قلتُ بصوتٍ: «إنني بريءٌ من كلِّ الأديان سوى الإسلام، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله»، لعلَّ أن يكون ذلك من النواقض. وبعد ذلك ندمت على ما قلته من كلمة «المصحف» وقلت لنفسي: إنني لن أفعل ذلك أبدًا.
السؤال: هل يُمكن أن أدخل الجنَّة بعد ذلك؟ وهل توبتي صحيحة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فننصحك أيُّها السائل المبارك بوصية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لمن جاء إليه وقال له: يا رسو ل الله، أَوْصِني. فقال: «لَا تَغْضَبْ» فردَّد مرارًا فقال: «لَا تَغْضَبْ».
ثم اعلم بعد ذلك أنه لا يعظم ذنبٌ على التوبة، وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء: 110]. وقد استغفرت ربَّك، فأتبع السيئةَ الحسنة تَمْحُها، وأمِّل في الله خيرًا.
أما الجنَّة والنار فهما بيد خالقهما، ولا نستطيع الجزم لأحدٍ بشيءٍ من ذلك إلا مَن ورد فيه النص ببيان مآله، ولكن نرجو للمحسنين، ونخاف على المسيئين، ونسأل الله أن تكون من المحسنين. والله تعالى أعلى وأعلم.
سب المصحف عند الغضب
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 03 العقيدة