كل عام وأنتم طيبون، السؤال هو: هل يجوز لأولياء الدم أن يأخذوا الثأرَ بأيديهم في البلاد التي تنص قوانينها على سجن القاتل فقط أو الحالات التي يفرج فيها عن القاتل برشوة؟ وذلك عند توافر شروط القصاص كأن يكون المقتول مسلمًا معصوم الدم، والقتل ليس بدافع الدفاع عن النفس والقاتل بالغ عاقل قتل عمدًا واتفق الورثة كلهم على القصاص ورفضوا الدية. هل اقتصاص الورثة بأيديهم فيه حرمة أو شبهة أم مباح؟ جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل أن تُناط العقوبات الشرعية بالولاة، فإن لديهم من وسائل التحقيق والاستيثاق ما يمنع البغي والاعتداء والتظالم، ولو تُرك الناس يستوفون القصاص ويقيمون الحدود بأنفسهم لكان ذلك ذريعةً لسلسلةٍ من المظالم والمفاسد الجمَّة التي لا تخفى على منصف.
فلا يستطيع مُفتٍ أن يسوغَ لأحد من الناس أن يذهبَ لاستيفاء القصاص بنفسه ممن يعتقد أنه قاتل وليه، ولكن إذا وقع هذا في دولة إسلامية وثبت أمام القضاء أن القتيلَ كان مهدر الدم شرعًا باعتباره قاتلًا فعلًا فلا يقتص ممن قتله استيفاءً لحقه، بل يعزر لافتياته على الإمام. والله تعالى أعلى وأعلم.