كثير من المسلمين والمسلمات يستمعون إلى موسيقا (الهيب هوب) ونحوها، فما هي الفتوى في الاستماع إلى الموسيقا لغرض الترويح عن النفس؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
هذا النوع من الموسيقا المذكور في السؤال ينبغي ألا تختلف الكلمة في تحريمه والزجر عنه لارتباطه بالفجور، واختصاصه بأهل الخنا، أما الاستماع إلى الموسيقا بصفة عامة فإن الجمهور على تحريمه، لما ورد في النصوص من الزجر عن الاستماع إلى المعازف، وما ورد عن أئمة السلف في الزجر عن ذلك.
وأدنى ما يقال فيه: إنه من المتشابه الذي ينبغي تجنبه استبراء للدين والعرض.
يقول الشوكاني: (وإذا تقرر جميع ما حررناه من حجج الفريقين، فلا يخفى على الناظر أن محل النزاع إذا خرج عن دائرة الحرام لم يخرج عن دائرة الاشتباه، والمؤمنون وقافون عند الشبهات كما صرح به الحديث الصحيح: «وَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ، وَمَنْ حَامَ حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ»(1). ولاسيما إذا كان مشتملًا على ذكر القدود والخدود والجمال والدلال والهجر والوصال ومعاقرة العقار وخلع العذار الوقار، فإن سامع ما كان كذلك لا يخلو عن بلية، وإن كان من التصلب في ذات الله على حد يقصر عنه الوصف! وكم لهذه الوسيلة الشيطانية من قتيل دمه مطلول وأسير بهموم غرامه وهيامه مكبول! نسأل الله السداد والثبات، ومن أراد الاستيفاء للبحث في هذه المسألة فعليه بالرسالة التي سميتها: «إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع»)(2).
وفي الأناشيد الإسلامية بديل مشروع يحقق الترويح المقصود، ويبتعد بأصحابه عن المحرمات والمتشابهات.
وفي الجملة ينبغي للمسلم أن ينفق وقته فيما يفيد وينفع في الآخرة، لا فيما يقسي قلبه، ويزهده في الاستماع إلى القرآن وذكر الله عز و جل .
فإن الغناء والموسيقا قرآن الشيطان، فكيف نتخذه بديلًا من قرآن الرحمن؟! والله تعالى أعلى وأعلم.
______________________
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «فضل من استبرأ لدينه» حديث (52)، ومسلم في كتاب «المساقاة» باب «أخذ الحلال وترك الشبهات» حديث (1599) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه .
(2) «نيل الأوطار» للشوكاني (8/271).