أنا فتاة عزباء عمري 22 عامًا، طالبة بكلية الطب، مصرية، على قدر من الجمال الهادئ، منذ ما يقرب من 4 سنوات كنت ارتديت جلبابًا وطرحة، وكنت أدعو الله أن يهديني ويرشدني للطريق الصحيح؛ فكنت أمر بفتنة شديدة، كنت مفتونة بجمالي وبشاب، لم تتعد الفتنة كونها النظر، وكنت أدعو الله أن يذهب عني ما أنا فيه ودعوت الله وناجيت كثيرًا، وكنت أستمع لحلقات الدار الآخرة للشيخ عمر عبد الكافي فكنت أخشى المسيخ الدجال وأخشى على أمي منه، ثم في ليلة حلمت بما يلي:
المشهد الأول: هذا الفتى يقف وكأنه المسيخ الدجال ويعرض عليَّ الفتنة تلو الأخرى وأمي تمدُّ يدها لتأخذ منه، وأنا أتبعها، ولكن أشعر بقوة تبعدني عن هذه الفتن وبالتالي أُبعد أنا أمي فأبعد عن الفتن. ثم أرى نفسي في صف طويل من شباب الكلية خلف دكتور عندنا في كليتنا سلفي المذهب على السنة، ونهزم المسيخ الدجال، وكنت أرتدي زيًّا شعرت كأنه الحجاب الشرعي الكامل ولكني كاشفة لوجهي.
المشهد الثاني: أنا وأمي نسير في أرض فضاء مهجورة والسماء مظلمة ذات نجوم، وكنت أمسك في يد أمي بشدة وأسير ثم أجد نفسي أتبع ملكين صغيرين يطيران ويقولان لي: هيا لنرشدك لبيت النبي. وسرت وراءهما إلى أن دخلت بيت النبي وجلست على أريكة أنا وأمي.
المشهد الثالث: وجدت نفسي أصعد جبلًا ثم وصلت إلى قمته المنبسطة، ووجدت رجلًا في الظلام لا أرى وجهه فقط ظلال لشخص يرتدي عباءة ويخطب في جمع غفير من الناس: الجهاد الجهاد الجهاد. فقلت في نفسي: من هذا؟ فإذا بشخص خلفي يخبرني بأن هذا رسول الله يصيح في الناس إلى الجهاد.
اليوم بعد مضي هذه السنين لا زلت مفتونة بنفسي، مفتونة بنظر الرجال إلي، أشعر وكأنني أزداد بُعدًا عن ربي، ففكرت في ارتداء النقاب ولكني ترددت لعلمي أن هذا سيمنعني من تعلم الطب بالخارج أو حتى بالمستشفيات الجامعية عندنا، ولكنى أخشى على نفسي وعلى ديني من الفتن فطلبت من الله أن يريني رؤيا تهديني، ففكرت: لماذا لا أبحث عن تفسير رؤياي هذه لعلي أجد فيها جوابًا شافيًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فتنتك بالشاب وتتبع نفسك له من خطوات الشيطان، وجمالك نعمة من الله عليك ينبغي أن يكون شكرها بصيانتها عما يغضب الله عز و جل ، وننصحك بارتداء النقاب فإنه مما يعينك على الابتعاد عن الفتنة وأسبابها، والرؤى التي رأيتها تدور بين النذارة والبشارة، تنذرك في حال المعصية وتبغضك فيها، وتبشرك في حال الطاعة وتحببك فيها، وما رأيت من مشهد سلفي يتضمن إشارة إلى أن الخير كل الخير في اتباعهم رضون الله عليهم. وكل خير في اتباع من سلف وكل شرٍّ في اتباع من خلف.
والجهاد الذي رأيت بعض إشاراته ودلائله يبدأ من جهاد النفس وحملها على طاعة الله.
وعمومًا هذه الرؤى دليل خير وعافية ولكن بقي الاتعاظ والاعتبار. وأسأل الله جل وعلا أن يُعينك على ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.