كنا أنا وأختي في زيارة لبلد عربي شقيق عند خالتي، وقد قمت بأخذ مالٍ من أختي دون علمها، وكنت أقصد شراء هدايا لأهلي، علمًا بأني صرفتُ كل نقودي على شراء هدايا لأهلي، ولم تكفِ نقودي لشراء هدايا للجميع، ولم أرغب في غضب أحد منا، علمًا بأن أختي مطلقة وتعيش عندنا في البيت هي وأولادها، وأهلي يصرفون عليهم ولا تساعد أهلي في إعالتهم، علمًا بأنها تعمل وتتقاضى راتبًا جيدًا جدًّا، ولكنها تفضل شراء كماليات لها حتى إنها اشترت سيارة، وهي تعلم أن أهلها بحاجة لمساعدتها، وقد تحملوا وجود أولادها لإرضائها وللحفاظ عليهم. أريد أن أعرف هل من واجبي أن أرد لها المال؟ علمًا بأنني أستطيع إعطاءها إياه، ولكني أفضل أن أعطيهم لأهلي وليس لها. أرجو إفادتي بسرعة وذلك لحاجتي بأن يرتاح ضميري حتى لا تُكتَب عليَّ سرقة عند الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فننصحكِ بردِّ هذا المال إلى صاحبته، وأن تتركي أمر حسابها على تقصيرها إلى الله عز و جل ، وقد يكون لك تأويل في أخذ هذا المال، أنك تعينيها على القيام ببعض ما يجب عليها من برها بأهلها وصلة رحمهم، ولكن الأبرأ للذمة أن تردِّي هذا المال إليها وأن تنصحي لها وتكلي حسابها إلى الله عز و جل كما سبق. ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، والله تعالى أعلى وأعلم.