أرجو من فضيلتكم التوضيح لي عن جواز الصلاة بعد أذان الفجر مباشرة؛ لأني سمعت من صديقات لي أن هناك خلافًا حول توقيت صلاة الفجر، ويجب الانتظار حوالي ربع ساعة بعد الأذان؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الاحتياط يقتضي تأخيرَ الصلاة بعد أذان الفجر خمسًا وعشرين دقيقة؛ لوجود اختلاف في مدى دقة التقاويم السائدة، والتي يُرفع الأذان بناءً عليها، ووجه ذلك أن معظم التقاويم السائدة تعتبر الشفق الفلكي بدايةً لوقت الفجر، والشفق الفلكي هو الفجر الكاذب الذي حذَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم من الاغترار به؛ كما جاء عند مسلم: عن سَمُرة بن جُنْدُب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَا يَغُرَّنَّكُمْ نِدَاءُ بِلَالٍ، وَلَا هَذَا الْبَيَاضُ حَتَّى يَبْدُوَ الْفَجْرُ» أو قال: «حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ»(1).
هذا الشفق الفلكي يكون على درجة (18)، وقد وُضع عليه تقويمُ رابطة العالم الإسلامي، أما تقويمُ أمِّ القرى فقد وُضع على درجة (19)، أي مع تقديم أربع إلى خمس دقائق، والذي استقرت عليه الدراسات أن بدايةَ الفجر الصادق ما بين 5 و14 إلى 15، أي أن الفارق بينها وبين تقويم أم القرى ما بين 15 إلى 23 دقيقة بحسب فصول السنة.
ولهذا فإن الاحتياط بالنسبة لصلاة الفجر يقتضي ألا تُقام قبل (25) دقيقة، خاصة في فصل الصيف، وبهذا يكون المسلم قد احتاط لدينه، وننصح بالاستعانة بتقويم جمعية مسلمي أمريكا الشمالية (الإسنا) الذي وُضع على درجة (15) بحيث لا يُقيم الصلاة ولا يأتي بالسنة الراتبة قبله، وهو موجود في ساعة العصر وساعة الفجر أو في موقع الباحث الإسلامي على شبكة الإنترنت. ونسأل الله التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الصيام» باب «بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر» حديث (1094).