كل عام وأنتم بخير، وفقكم الله لما يحبه ويرضاه وجعلكم من عتقائه في هذا الشهر الكريم، إنه على ذلك قدير. اللهم آمين، أما بعد:
أرجو من سيادتكم إفادتي في إفرازات غامقة أحيانًا تميل للون البني تسبق الدورة الشهرية بيوم أو عدة أيام ثم تليها الدورة، علمًا بأن هذه الإفرازات تزيد مدة الدورة لتصل أحيانًا إلى 10 أيام فأكثر، فهل تلك الإفرازات تعتبر استحاضة لا تستوجب ترك الصلاة والصوم؟
علمًا بأنني حاولت أخذ أدوية تمنع الدورة نهائيًّا بسبب تلك المدة الطويلة التي تمنعني من الصلاة فرفض الصيدلي إعطائي، وقال إن لها أعراضًا جانبية. فما أفعل؟ وهل لو استخدمت أدوية لمنعها نهائيًّا يكون هذا حرامًا؟ خاصة وأنني غير متزوجة ولا أرغب في الزواج أو إنجاب أطفال. أفيدوني بارك الله فيكم ولكم، وجعلكم في الفردوس الأعلى. اللهم آمين.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
إذا كانت هذه الإفرازات من جنس دم الحيض تأخذ حكمه، أما إذا لم تكن كذلك وكان مجيئها في غير موعد الدورة فلا تمنع صلاة ولا صيامًا بل تأخذ حكم الاستحاضة؛ لأن الأصل الطهارة حتى يثبت دخول الدورة بيقين. أما أخذ الأدوية التي تمنع الحيض نهائيًّا فيجب الرجوع في ذلك إلى الطبيب الثقة المختص وما ثبت ضرره يحرم تناوله، ثم إن كانت تمنع إمكانية الحمل نهائيًّا فلا تجوز.
أما عدم رغبتك الآن في الزواج أو الإنجاب فقد يكون شعورًا طارئًا سرعان ما يزول، ولا ينبغي لأحد أن يتجاسر على مثل هذه القرارات ذات الأثر الخطير والممتد والتي تحرمه من نعمة من أجَلِّ النعم، فإن البنين زينة الحياة الدنيا. ونسأل الله لك التوفيق. والله تعالى أعلى وأعلم.