أعمل في شركة أدوية، ولكن هناك شبهات أريد التأكد من حِلِّها أو حرمتها، مثل إعطاء الهدايا للطبيب لكي يكتب نوعًا معينًا، ومن الهدايا العيِّنات، والسَّفَر هو وعائلته على حساب الشركة، وهواتف محمولة، وأحيانًا سيارات وأحيانًا يطلب مالًا وأحيانًا يطلب نسبة مثلًا 10% من حصيلة الدَّواء في الشهر. فما الضَّابِط في هذا الأمر؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإذا كان هذا الدَّواءُ قد حاز ثقةَ جهات الرقابة ومؤسَّسات مراقبة الجودة وأصبح دواءً مجرَّبًا معتمدًا قد أجازه أهلُ الخبرة الثِّقات فإن الأمرَ فيما وراء ذلك واسعٌ، ويكون من جنس التنافس بين الشَّرِكات لتسويق منتجاتها وتألُّف القلوب على استعمالها.
ولكن يبقى الحرجُ في جانب الطبيب إذا حملته هذه الهدايا على أن يخالف ضميرَه المهنيَّ، وأن يُقدِّم دواءً وهو يعرف أن غيرَه أنجع منه، فإن هذا لا يَحِلُّ له، ويكون من جنس الغشِّ للمسلمين خاصة وللمرضى عامةً، ومن جنس الخيانة لأمانة المهنة والحِنْث في قَسَمِها الذي حلفه وألزم به نفسه يوم أن شرع في ممارسة مهنة الطب، أن يكون ناصحًا لمرضاه، وألا يغشَّ أحدًا منهم، وألا يضنَّ عليه بنصحٍ صادق وتوجيهٍ أمين، وكلُّ امرئٍ حسيبُ نفسه. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.