أنا أعيش في لندن، وأريد أنا أعرف ما حكم تناول الأطعمة التي يدخل فيها الكحول بنسب مطبوخة، وعن الجبنة البيضاء التي فيها نسبة كحول، وهل فعلًا كل أنواع الجبنة البيضاء أينما كان فيها كحول؟ وشكرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد عقد مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا دورةً حول ما يحلُّ ويحرم من الأغذية والأدوية خارج ديار الإسلام، وجاء في توصياتها ما يلي:
• استخدام الكحول في طهي الأطعمة لا يجوز، قل أم كثر؛ إذ لا تدعو إلى ذلك ضرورةٌ ولا حاجة يتضرَّر بتركها، وفيما أحله الله ورسوله كفايةٌ وغنية، وما يراد من النكهة يمكن توفيره وأفضل منه من خلال بدائل مشروعة.
• يختلف حكم تناول الأطعمة التي استُخدم شيءٌ من الكحول في طهيها باختلاف الأحوال: فإن كانت آثارُه لا تزال باقيةً، إسكارًا لمتناولها، أو تأثيرًا على نكهة الطعام أو لونه أو طعمه- فإنها تكون محرمة، وإن كانت قد تبخَّرت بالكلية، فلم يبق لها أثر على لون أو طعم أو ريح أو إسكار، فالطعام على أصله من الحلِّ، وإن كان تحقيق القول بتبخرها وزوال آثرها بالكلية عسيرًا في الواقع، فضلًا عمَّا يتضمنه تناولُها من الإقرار على إثم استخدامها، فيصبح من المشتبهات التي ينصح باجتنابها احتياطًا للدين واستبراءً للذمة.
• لا يجوز تقصُّد خلطُ الأغذية أو الأدوية بشيءٍ من المسكرات؛ سواء أكان ذلك لإضفاءِ نكهةٍ أو مذاق أو لغير ذلك من الأغراض، ولا حرج في تداوُل ما اشتمل على نسبةٍ قليلة منها بيعًا وشراء وانتفاعًا إذا استهلكت، فلم يظهر أثرها في لون الدواء أو الغذاء ولا طعمه ولا ريحه، ولا إسكار لمتناوله، لاستهلاكها في هذه الحالة وانغمارها في الطاهر المباح، فتكون حينئذ في محل العفو، مع التأكيد على أنه لا يجوزُ للمسلم أن يصنع شيئًا من ذلك، ولا أن يضعه في طعام المسلمين ولا في دوائهم، ولا أن يساعد عليه بوجه من الوجوه.
ومن خلال ما سبق يُعلم الجواب. والله تعالى أعلى وأعلم.