زوجي يعمل في مصنعٍ للحوم في أمريكا، أي لحوم حرام، لكن لا يوجد لحم الخنزير، وهو ليس مسئولًا عن الذبح، بل يقوم بإزالة العظام والشحوم. فما حكم ذلك؟ وهل أنا آثمة أيضًا؟
أنا محتارة في طلب الطلاق، فلقد تزوجت بطريقة تقليدية، وأخبروني أنه جزار مع المسلمين هناك، لكن بعد زواجي اكتشفت غير ذلك، أنا لا أريد العيش على مال حرام؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن ما تسألين عنه ليس من قبيل الحرام البيِّن الذي يفاصل الزوج من أجله، بل هذه القضية من مسائل النظر، ومن أهل العلم من أفتى بجواز أكل الحوم التي تباع في الأسواق العامة في المجتمع الأمريكي، بناء على أن هذه البلاد هي من بلاد أهل الكتاب، ويوجب قانونها الفيدرالي إنهار الدم، وقد قال تعالى: ﴿وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ ﴾ [المائدة: 5]. والمراد بالطعام: الذبائح. وهو قول له وجه، وإن كان في الأمر لدينا تفصيل.
وهذه المسائل تحلُّ بالحوار، والمجادلة بالحسنى، والرجوع إلى أهل الفتوى، ولا يكون أول ما نفكر فيه هو طلب الطلاق.
زادك الله حرصًا وتوفيقًا. والله تعالى أعلى وأعلم.