أنا في أمريكا، وأريد أن أسال عن حكم الطعام الذي يوجد فيه الكحول أثناء الطبخ، وهل طبخه يؤدي إلى تبخر الكحول منه؟ وما حكم الخل الموجود به نسبة كحول، حتى لو وضع في الطعام أيضًا؟ أفيدوني جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يحل لمسلم أن يستخدم الخمر في طبخه، حتى ولو تحقق من زوالها بالتبخر؛ لأن شراء الخمر في ذاته معصية، وحملها معصية، واستعمالها معصية، فتلك سلسلة من المعاصي. أسأل الله ألا يوقع مسلمًا فيها قط.
أما استخدام الأطعمة التي استعمل فيها الكحول ولو تبخر بالطهي والاحتراق، فتبقى شبهة، تتمثل في عدم تحققه من تبخر كل ما أضيف إلى الطعام من الخمر بالكلية، فضلًا عن الخلاف الوارد في نجاسة الخمر أو طهارتها، والجمهور على نجاستها، فننصح بالابتعاد عن ذلك الطعام؛ استبراء للعرض والدين.
أما استخدام الخل الذي يحتوي على نسبة من الكحول فالقاعدة أن ما أسكر كثيره فقليله حرام، فإذا كانت هذه النسبة لا تؤثر بالسكر بالكلية مهما تناول الشخص من هذا الخل، فلا أثر لهذه النسبة في التحريم، ونوصي السائل بتحري الطيبات من الأطعمة، والبحث عن أنواع لا تشتمل على هذه المسكرات. والله تعالى أعلى وأعلم.