زواج الثيب بدون ولي ولا إشهار

أنا رجل متزوِّج ولدي بنتان، وقد تعرفت على أخت فاضلة مطلقة واتَّفقنا على الزَّواج، ونظرًا لحرصي على عدم معرفة زوجتي وعلى عدم معرفة أهلها سألت مأذونًا معه دكتوراه في الزَّواج والطَّلاق فقال لي: إن الثيب يجوز أن تُزوِّج نفسها. وتزوَّجنا عند محامٍ من دون علم أهلها، ولكن أركان الزَّواج مكتملةٌ وهي: الوفاق والقبول، والإشهار مُتمثِّل في اثنين من الشهود، هل هذا الزَّواج حلال أم لا؟ أفيدونا أفادكم الله.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الصورة المعهودة للزواج أن يحضره أربعةٌ: الولي، والزَّوْج، والشاهدان، وأن يكون على ملأٍ من النَّاس، وقد تخلَّف في زواجك هذا الإعلان العام والولي، وهو زواج مخرج على بعض أقوال أهل العِلْمِ.
ولكن الذي نُحبه لك أن تُبادر على الأقل بإعلان هذا الزَّواج على مستوى أسرتها وأسرتك فيما عدا الزَّوْجة إن كُنتَ تخشى من إعلامها في اللحظة الراهنة، وإني أسألك سؤالًا: هل تطيب نفسك أن تتزوَّج ابنتُك على غير علم منك، فتعيش في هذه الدُّنْيا وابنتك في عصمة رجلٍ وقد غيَّبَتْ عنك خبر زواجها بالكُلِّيَّة؟! و«لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»(1)، فما لا تُحبه لنفسك ينبغي ألا تُحبه للآخرين، وعهدي بمثل هذه الزيجات التي تكون خفية أن عمرها قصير؛ فبادر إلى هذه الخطوة على الأقل.
ونسأل اللهَ لنا ولكم التَّوفيق، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الإيمان» باب «من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه» حديث (13)، ومسلم في كتاب «الإيمان» باب «الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه من الخير» حديث (45)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend