الابتلاء بوسواس الطلاق

يا شيخنا الكبير، أنا طبيب أعمل ببلد عربي، ومعي زوجتي وأولادي. أعتقد أنني مبتلًى- والله أعلم- بوسواس الطلاق. بدأت القصة معي من عدة شهور عندما علِمتُ بشيء اسمه الطلاق بالكناية، فأصابني رعب منه أوصلني لدرجة أنني كلما قلتُ لزوجتي لفظًا يحمل معنى الفِراق أو الخصام أو الطلاق أو حتى الزعل والبعد يأتيني بعده مباشرة شعورٌ بانقباض في صدري غريبٌ وشكٌّ أنني كنت أقصد الطلاق، وفي أحيان ليست بالقليلة يأتيني اعتقاد بأنني كنت فعلًا أقصد الطلاق. ثم أظلُّ أفكر فيما قلتُ، وأسأل نفسي عن نيتي، وتتأرجح الإجابة من: لم أكن أقصد، إلى: ربما كنت أقصد. ولا أقتنع بكلا الردين وأشك في نواياي وقت أن قلته لدرجة أنني أظل شارد الذهن وأفكر فيما قلت، ويظل التفكير في النية يمسك برأسي ولا يتركني، ولا أستطيع أن أصل إلى تأكيد أنني كنت أقصد أو كنت لا أقصد الطلاق، مع أنني أكون متأكدًا أن قبل اللفظ مباشرة لا يكون فيه أي نية أو رغبة في الطلاق.
كما أن هناك أعراضًا أخرى تأتيني، مثل شعور مفاجئ لا إرادي أثناء حواري مع زوجتي وبالذات الجدي منها ويكون شعور أنني أقوم بطلاقها بما أقول من ألفاظ، ويفرض نفسه عليَّ بشكل غريب. ويأتيني هذا الشعور أحيانًا ويزيد عندما يكون هناك جدال أو مشادة بيننا. ولكن لا أريد أن أطيل عليكم بسرد قصص كثيرة. والآن أريد أن أسأل سؤالًا: هل وسواس الطلاق مرض نفسي يحتاج إلى مراجعة طبيب؟ وهل هو من الشيطان فقط أم من النفس؟ جزاكم الله خير الجزاء.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأسأل الله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك السوء وأن يجمع لك بين الأجر والعافية، وأكرر على مسامعك هذه المرة فحوى ما أكدته لك سلفًا، من ضرورة طرح هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها، وأن تدرك أن ارتباطك بزوجتك بحبل الزوجية يقين، وأن اليقين لا يزول بالشك، فما لك تجزم وتقطع بأنك كنت تريد الطلاق، فالأصل بقاء ما كان على ما كان، لأن اليقين لا يزول بالشك، ونسأل الله لك العصمة والثبات والسداد والرشاد، ولا بأس بعرض حالتك على أحد الأطباء النفسيين، على أن تبحث عن أحد من أهل الدين؛ لأن هذا المجال يكثر فيه أهل الزيغ والفساد، نسأل الله أن يجعل لك من همك فرجًا ومن كربتك نجاة ومخرجًا اللهم آمين، والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   06 الطلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend