إسقاط الجنين الذي ثبت بالأشعة أنه سيولد متخلفًا عقليًّا

لي أخٌ، زوجته حاملٌ، وبعد إجراء بعض الفحوصات والأشعة ثبت أن الجنين بعد الولادةِ سوف يُولَد متخلِّفًا عقليًّا، وسوف يكون عنده خللٌ في المخ، ولن يكون نموُّه في مستوى سنِّه، والحملُ الآن في الشهر الرابع، فهل يجوزُ إسقاطُ هذا الحمل؟ وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الجنين إذا بلغ أربعةَ أشهرٍ فقد تحقَّقنا مِن نفخِ الروح فيه؛ فلا يجوزُ إسقاطُه إلا لضرورةٍ طِبِّيةٍ تتعلق بحياة الأم، ومجردُ اكتشافِ كونِه متخلِّفًا عقليًّا ونحوه ليس مسوِّغًا للعدوان عليه وإسقاطِه، وقد صدر بهذا قرارُ المجمعِ الفقهيِّ التابعِ لرابطة العالم الإسلامي، الذي نسوقُه بنصه تتميمًا للفائدة:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعدَه، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فإن مجلسَ المجمعِ الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، في دورته الثانية عشرة، المنعقدة بمكة المكرمة، في الفترة من يوم السبت 15 رجب 1410هـ الموافق 10 فبراير 1990م إلى يوم السبت 22 رجب 1410هـ الموافق 17 فبراير 1990م قد نظر في هذا الموضع، وبعد مناقشته مِن قِبَلِ هيئةِ المجلسِ الموقَّرة، ومِن قِبَلِ أصحابِ السعادة الأطباء المختصِّين، الذين حضروا لهذا الغرض، قرر بالأكثرية ما يلي:
– إذا كان الحملُ قد بلغَ مائةً وعشرين يومًا فلا يجوز إسقاطه، ولو كان التشخيصُ الطبيُّ يفيد أنه مشوَّهُ الخِلقةِ، إلا إذا ثبت بتقريرِ لجنةٍ طبيةٍ مِن الأطباء الثقات المختصِّين أن بقاء الحمل فيه خطرٌ مؤكَّدٌ على حياة الأم؛ فعندئذٍ يجوزُ إسقاطُه، سواءٌ أكان مشوَّهًا أم لا، دفعًا لأعظم الضررين.
– قبلَ مرورِ مائةٍ وعشرين يومًا على الحمل إذا ثبت وتأكَّد بتقريرِ لجنةٍ طبيةٍ من الأطباء المختصين الثقات- وبِناءً على الفحوص الفنية بالأجهزة والوسائل المختبرية- أن الجنين مشوَّه تشويهًا خطيرًا غير قابلٍ للعلاج، وأنه إذا بَقِيَ ووُلِدَ في موعده ستكون حياته سيئةً وآلامًا عليه وعلى أهله، فعندئذٍ يجوزُ إسقاطُه بناءً على طَلَبِ الوالدَين.
والمجلسُ إذ يقرِّر ذلك يوصي الأطباءَ والوالدين بتقوى الله، والتثبتَ في هذا الأمر. والله ولي التوفيق.
وعلى مَن ابتُلِيَ بهذا أن يعتصم بالصبرِ والاحتساب، ونرجو أن يُقِرَّ الله عينَه بذلك عاجلًا أو آجلًا، وكم مِن تحولاتٍ مفاجئةٍ لم تكن في الحسبان قرَّت بها عيونُ الصابرين والمحتسِبين! ولنذكرْ دائمًا أن الله على كل شيءٍ قدير، وأن الله قد أحاط بكلِّ شيءٍ عِلمًا(1). والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ [الطلاق: 12]

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend