فتح الله لك يا دكتور صلاح، ورمضان مبارك.
مع وجود الوسائل الحديثة والتقنية العلمية التي تمكن بها العلماء من تحديد الهلال فلكيًّا مسبقًا. هل يسمى يوم التاسع والعشرين يومَ شكٍّ؟ هذا الاستفسار لإيضاح المعلومة ليس إلا.
وفقنا الله وإياك إلى العلم النافع والعمل الصالح، وجزاكم الله خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الشهر شرعًا هو اسم لما يشتهر العلمُ به بين الناس، وليس اسمًا لما يولد في السماء، وقد ربطت الشريعة دخولَ رمضان برُؤية الهلال؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عنه تسعة من أصحابه: «إِذَا رَأَيْتُمُ الْـهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ»(1).
فلا يزال اليومُ يومَ شك باعتبار إمكانية رُؤية الهلال وليس باعتبار ميلادِه؛ ولهذا يتراءى الناس الهلال، فإن رأوه ثبت الشهر، وإن لم يروه وكان اليوم صحوًا أكملوا العدة.
ودور العلم في هذه القضية هو تقويمُ أوهام الرؤية، فيؤخذ به نافيًا، ولا يؤخذ به مثبتًا، فإذا جزم العلمُ باستحالة الرؤية لأن الهلال لم يولد مثلًا لا يتراءى الناس الهلال ابتداءً، ومن زعم أنه رآه فقد وهم. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________
(1) أخرجه مسلم في كتاب «الصيام» باب «وجوب صيام رمضان لرؤية الهلال» حديث (1081) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .