قام الإمام لركعة خامسة في صلاة العشاء(1)

قام الإمام في صلاة العشاء لركعة خامسة، وقام خلفه المصلون، ومنهم من نبَّههه بالتسبيح، وأنا منهم، إلا أنه يبدو أنه لم يتنبه لقولهم؛ لقلَّتهم. وحدثت بلبلة بعد الصلاة، فمنهم مَن أعاد العشاء، ومنهم مَن قال بصحة الصلاة. فما قولكم؟ وما يجب أن أفعله أنا إذًا؟ وشكرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الله {#emotions_dlg.azz} قد رفع الإثم عن الناسي والمخطئ، فقال تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ [البقرة: 286]، وثبت أن الله في الصحيح قال: «قَدْ فَعَلْتُ»(1).
فهذا الإمام لا وِزْر عليه في قيامه إلى الخامسة؛ لأنه كان ناسيًا، ولا وزر عليه في عدم رجوعه عن هذه الركعة؛ لعدم سماعه لتنبيه المصلين، وعلى مَن استيقن مِن قيام إمامه إلى خامسة ألا يتابعه على ذلك، ويظل جالسًا إلى أن يفرغ الإمام من هذه الركعة، ويجلس للتشهد فيتشهد معه، ويسلم بتسليم إمامه؛ لأن الخامسة ليست من الصلاة بيقين، والإمام لا يُتابَع على باطلٍ، وعندما يتنبه الإمام إلى ذلك ولو بعد السلام عليه أن يسجد للسهو، وتكون صلاته وصلاة مَن خلفه جميعًا صحيحة. والله تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق» حديث (126) من حديث ابن عباس.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend