صلاة المرأة عقب الإجهاض

زوجتي كانت حاملًا في آخر الشهر الثاني وحدث لها إجهاض. هل عليها صلاة؟ أم هي في حكم النفساء؟ برجاء الإفادة. جزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأسأل الله أن يعوضكما خيرًا. واعلم سلَّمك الله أنه إذا كان هذا السقط قد تبين فيه خلقُ إنسان فهذا الدم النازل بعد الإجهاض دمُ نفاس، وإن لم يتبين فيه خلق إنسان فهو دم علَّة وفساد فلا يمنعها من التطهر وأداء العبادات التي تلزم لها الطهارة كالصلاة والصيام ونحوه.
والظاهر أن الجنين في نهاية الشهر الثاني يكون قد تبيَّن فيه خلق الإنسان؛ لحديث: «إِذَا مَرَّ بِالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً بَعَثَ اللهُ إِلَيْهَا مَلَكًا فَصَوَّرَهَا وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا وَلَـحْمَهَا وَعِظَامَهَا، ثُمَّ قَالَ: يَا رَبِّ أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْـمَلَكُ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَجَلُهُ؟ فَيَقُولُ رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْـمَلَكُ. ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ رِزْقُهُ؟ فَيَقْضِي رَبُّكَ مَا شَاءَ وَيَكْتُبُ الْـمَلَكُ. ثُمَّ يَخْرُجُ الْـمَلَكُ بِالصَّحِيفَةِ فِي يَدِهِ فَلَا يَزِيدُ عَلَى مَا أُمِرَ وَلَا يَنْقُصُ»(1). والله تعالى أعلى وأعلم.

_____________________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «القدر» باب «كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته» حديث (2645) ، من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend