صلاة الجمعة في وقت العصر

نحن حاليًّا نقيم صلاة الجمعة للأولاد الساعة (30: 3)، بعد أن يأتي بهم أهاليهم بعد انتهائهم من حصصهم المدرسية، لكن في موسم الشتاء ستكون صلاة الجمعة (30: 12)، والعصر يؤذن (00: 02)، ويشق إخراج الأولاد حصتين أو ثلاثًا مبكرًا لإدراك الوقت، وأيضًا لا يمكن إقامة الجمعة لهم بعد شروق الشمس تماشيًا مع رأيٍ للحنابلة؛ لأنه وقت ذهابهم المدارس.
فهل يجوز جمع الظهر بدل الجمعة مع العصر بعد خروجهم من المدارس وإعطائهم نصيحة بدل الخطبة؟ وحينئذ يكون المغرب قد اقترب فيصلون المغرب ثم يرجعون إلى بيوتهم، وهل هناك حلول أخرى حرصًا على أداء صلاة الجمعة في وقتها؟ جزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن للمالكية مذهبًا في آخر وقت الجمعة، وهو أنه يمتد إلى غروب الشمس، أي أن آخر وقتها غروب الشمس.
ففي «المدونة»: «قلت: أرأيت لو أن إمامًا لم يصلِّ بالناس الجمعة حتى دخل وقت العصر؟ قال- يعني ابن القاسم: يصلي بهم الجمعة ما لم تغب الشمس، وإن كان لا يدرك بعض العصر إلا بعد الغروب»(1). اهـ.
وفي «مختصر خليل» مع «مواهب الجليل»: «شرط الجمعة: وقوع كلها بالخطبة وقت الظهر للغروب… إلا أنه قال بعد ذلك: ولا يخفى أن هذا إنما يكون رخصة عند وجود الأعذار دون تقصُّد إلى ذلك، أي أن هذا الحكم إذا أخر الإمام والناس الصلاة لعذر أو اتفق ذلك لغير عذر، وأما ابتداء فلا يجوز ذلك. قال في المدونة: وإذا أتى من تأخير الأئمة ما يستنكر جمعوا دونه إن قدروا، وإلا صلُّوا ظهرا وتنفلوا معه. قال سند: يريد إذا أخَّرها إلى وقت العصر، وهذا؛ لأن وقت الجمعة وقت الظهر؛ ولهذا يسقط بها الظهر، وتدخل بالزوال، فما لا يجوز تأخير الظهر عنه لا يجوز تأخير الجمعة عنه»(2). اهـ المراد من كلامه.
وبناء على ما ذهب إليه المالكية فلا حرج عند وجود العذر من صلاة الجمعة في وقت العصر، ثم يؤتي بالعصر بعدها، ولا يصار إلى إسقاطها وجعلها ظهرًا ما دام في الفقه متسع لذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) «المدونة» (1/239).

(2) «مواهب الجليل» (2/158).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend