عند سماعي للأذان وأنا في الحمام ماذا أفعل؟ وكذلك دعاء الوضوء هل أقوله بعد الخروج من الحمام؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فينبغي تعظيمُ الله جلَّ وعلا، فلا يذكر اسمه بلسانه في أماكن قضاء الحاجة، فمن آداب الإسلام أن يذكر الإنسانُ ربَّه حينما يُريد أن يدخل بيت الخلاء أو الحمَّام، بأن يقول قبل الدُّخول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْـخُبْثِ وَالْـخَبَائِثِ»(1)، ولا يذكر اللهَ بعد دخوله، بل يسكت عن ذِكْره بمُجرَّد الدُّخول.
وقد استثنى بعضُ أهل العلم من ذلك التَّسْميةَ عند الوضوء فإنه يأتي بها إذا لم يتيسَّر الوضوء خارج الحمَّام؛ لأنها واجبةٌ عند بعض أهل العلم، وسنة مُؤكَّدة عند الجمهور(2).
وعلى هذا فينبغي أن تُؤخِّري دعاءَ الوضوء ومحاكاة قول المؤذن إلى حين خروجك من الحمام وقضاء حاجتك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الدعوات» باب «الدعاء عند الخلاء» حديث (6322)، ومسلم في كتاب «الحيض» باب «ما يقول إذا أراد دخول الخلاء» حديث (375)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .
(2) جاء في «المبسوط» من كتب الحنفية (1/55): «(ويستحب للرجل حين يبتدئ الوضوء أن يقول: بسم الله، وإن لم يقل أجزأه) ، وعلى قول أصحاب الظواهر التسمية من الأركان لا يجوز الوضوء إلا بها لقوله عليه الصلاة والسلام: لا وضوء لمن لم يسم. وعندنا التسمية من سنن الوضوء لا من أركانه».
وجاء في «تحفة المحتاج» من كتب الشافعية (1/224-225): «(التسمية أوله) أي الوضوء للاتباع ولخبر: لا وضوء لمن لم يسم».
وجاء في «المغني» من كتب الحنابلة (1/76-77): «التسمية مسنونة في طهارة الأحداث كلها وهذا ظاهر مذهب أحمد رضي الله عنه وقول الثوري ومالك والشافعي وأبي عبيدة وابن المنذر وأصحاب الرأي».