الحج أم تزويج الأبناء؟

ما الأولى شرعًا؛ الحجُّ أم تزويج البنت أو الابن؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الحج فريضةُ الله على عباده، وأحدُ أركان الإسلام الخمسة كما هو ظاهر، والأصل أن يُبادر الإنسان إلى الحج متى تيسَّرت له أسبابه قبل أن تطرأ عليه الطوارئُ وتصرفه الصوارف، فقد يمرض الصحيح ويفتقر الغني، ومن ناحية أخرى فإن الزواجَ تعتريه الأحكامُ الخمسة كما يقول أهل العلم: فقد يكون واجبًا أو مندوبًا أو مباحًا أو محرمًا أو مكروهًا.
وفي الحالة التي يكون فيها واجبًا يُقدم على الحج، ويكون واجبًا لمن تاقت نفسُه إليه وتيسرت له أسبابُه، وخشي على نفسه من الوقوعِ في العنت إذا لم يتزوج، فمن كان هذا حاله فإن الزواج يُقدم بالنسبة له على الحج.
وعلى هذا يقال: إذا كان الولد ممن يُخشى عليه الوقوع في العنت إذا لم يتزوج فإن الأبَ مسئولٌ عن إعانته على ذلك، ولو بما ادخره للحجِّ، لأن درء المفاسدِ مُقدَّم على جلب المصالح، أما إذا لم يبلغ الأمر بالولد هذا المبلغَ فإن الحجَّ أولى فينبغي تقديمه. ونسأل الله التوفيق للجميع، والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend