رأيتُ شخصًا في منامي يقول لي: هل تعرف متى جاء المخاضُ للسيدة مريم؟ فقلت له: لا. فقال لي: جاءها المخاض بعد تسعة أيام من الحمل. فقلت له: ومن قال لك ذلك؟ قال لي: إنه كان يعيش أيام السيدة مريم، ما صحة هذا؟ وما معنى أن أحلم بهذا؟ جزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الدِّين والشرائع لا تُؤخذ من الرؤى والأحلام، بل ما صحَّ به الخبر عن المعصوم ﷺ قلنا بموجبه وذهبنا إليه اعتقادًا وعملًا، وما وراء ذلك لا يعول عليه في شيء من ذلك، ولا يخفى أنه لا سبيل إلى معرفة شيءٍ من أنباء الغيب إلا من خلال الخبر الصَّحيح عن الصادق المصدوق صلى الله عليه سلم، وقد أخبرنا القرآن الكريم عن حمل أم المسيح ل أنه كان بنفخة من روح الله عز و جل ، وأنه لم يمسسها بشرٌ، ولكنه لم يُخبرنا عن مدة الحمل؛ ولهذا اختلفت في ذلك أقوالُ أهل التفسير، والرَّاجح الذي عليه الجمهور أن حمل السيدة مريم قد استمرَّ الـمُدَّة الطبيعية للحمل، وأنه كان كحمل باقي النِّساء تسعة أشهر، ومن أوجه ترجيح هذا القول أن النصَّ القرآني يتحدَّث عن الإعجاز في القصة بأن الحملَ حصل للسيدة مريم بدون رجل، ثم لم يتعرَّض لـمُدَّة الحمل، ولو كان معجزًا لذكره القرآن؛ لأن السياق سياقُ إعجاز، أما ما رأيتَه فلعله شيءٌ حدَّثتَ به نفسك في اليقظة فرأيته في منامك. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.