سيدنا آدم -عليه السلام- بين النبوة والرسالة

النبي أعم من الرسول، وكل رسول نبي، والرسول مَن أُوحي إليه بشرع جديد، والنبي هو المبعوث لتقرير شرعِ مَن قبله، وسيدنا آدم نبي، فكيف ينطبق عليه هذا الكلام؟ وكيف يقرر شرع من قبله وهو أول الخلق؟ وما هو التعريف الصحيح للرسول والنبي؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن آدم نبي ورسولٌ من الله إلى بنيه، ومن الأدلة على نبوته ما رُوي عن أبي أُمَامة رضي الله عنه : أن رجلًا قال: يا رسول الله، أنبيًّا كان آدم؟ قال: «نَعَمْ، مُعَلَّمٌ مُكَلَّمٌ». قال: كم بينه وبين نوحٍ؟ قال: «عَشْرُ قُرُونٍ». قال: كم بين نوحٍ وإبراهيم؟ قال: «عَشْرُ قُرُونٍ». قالوا: يا رسول الله، كم كانت الرسل؟ قال: «ثَلاثَمِائَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ جَمًّا غَفِيرًا»(1).
ومن الإشارات القرآنية على نبوته قوله تعالى: ﴿قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ [البقرة: 33]، فالإنباء والخطاب من الله من خصائص الأنبياء عليهم السلام.
أما الأدلة على رسالته لبنيه، فلأن وجه الأرض لا يخلو من قائم لله بحجة، وفي قصة ابنيه ما يدل على أنه بلَّغهم شرعًا من الله عز وجل ، فيكون آدم رسولًا إلى بنيه، ويكون نوح أول رسول إلى أهل الأرض. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــ
(1) أخرجه الحاكم في «مستدركه» (2/88) حديث (3039)، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 الإيمان بالرسل.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend