صحة مقولة: «برئنا من كل دين يخالف دين الإسلام»

السُّؤال: نحن نعرف جميعًا أن الأديان السماوية الثَّلاثة (اليهودية، المسيحيَّة، الإسلام) قد نزلت من عند الله {#emotions_dlg.azz}، وعند حضوري لعقد زواج أحد الأقارب ردَّد المأذون عبارة: وبرئنا من كلِّ دينٍ يُخالف دين الإسلام، فهل هذا القول صحيح، أم أنه غير صحيح وعلى خلاف ما تمَّ ذكره آنفًا؟ وجزاكم اللهُ عنَّا خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن عبارةَ المأذون صحيحةٌ، والشرائع السماوية السَّابقة تَنَزَّل أصلها من عند الله، ولكنها نُسخت بشريعة الإسلام؛ فقد كان كلُّ نبيٍّ يُبعث إلى قومه خاصَّة وبُعث نبيُّنا صلى الله عليه وسلم  إلى النَّاس كافةً(1)، هذ فضلًا عما أصاب هذه الشرائع السَّابقة من تحريفٍ وتبديلٍ، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 78]، وكما قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ [البقرة: 79].
فباطل هذه الملل أضعاف حقِّها، وحقُّها منسوخٌ، فالبراءة منها صحيحةٌ، بل إن ذلك شرطٌ لثبوت عقد الإسلام، ولا علاقة لهذا بما تعبَّدنا الله به من البِرِّ والقسط مع المسالمين لأهل الإسلام من المخالفين لهم في الدِّين. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد (18885). وقال ابن كثير في تفسيره (3/489): إسناده جيد.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   04 الإيمان بالكتب المنزلة.

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend