وسواس عند التوسل بصفة من صفات الله عز وجل

أنا رجلٌ أعاني مِن وَسواسٍ أدَّى بي إلى الخوف على دِيني، وسأذكر بعضَ الأشياء رجاءَ معرفةِ هل لها أثرٌ على ديني أم لا:
1- لقد علمتُ أن الاستعاذةَ بصفةٍ من صفات الله من التوسُّل المشروع، وكلما قلتُ: «أعوذ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلق» أجد نفسي مُجبَرًا على أن أقولَ: «أنا أستعيذ بالله، وذلك بالتوسل بصفة من صفات الله»، ثم أبدأ أُحدِّث نفسي «إذًا الاستعاذةُ بالصِّفة»، وقد يكون هذا الحديثُ في أثناء الاستعاذة، ثم أدفع هذا الحديثَ وأخشى أن يكونَ حديثي لنفسي أن الاستعاذةَ بالصِّفة الذي ورد المقصودُ به استعاذةً بالصِّفة استقلالًا، ثم أدفع ذلك ثم أُناقش نفسي، وتأتي أفكارٌ أتضايق منها أثناء المناقشة.
2- من باب الاحتياط أنطق الشَّهادة، وفي أثناء نطق الشَّهادة ترد عليَّ أفكارٌ سيِّئة، وأجلس فترةً طويلةً وأنا أنطق وأظلُّ أُكرِّر النطق بسبب ورود هذه الأفكار، وأُحدِّث نفسي مرَّات أن لابُدَّ من الجزم في نُطْق الشَّهادة مهما وردتِ الأفكار، وأقصد بالجزمِ عدمَ العودة ونطق الشَّهادة مَرَّةً أخرى، فيأتي الوَسواسُ: أنت تقصد بالجزم عدمَ اليقين بالشَّهادة. فأتضايق، فهل لهذا أثرٌ على دِيني؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن ما ذكرتَ من الوساوس والهواجس التي تُعاودك من آنٍ إلى آخر مِن تلاعُبِ الشَّيطان بك، ومحاولاتِه أن يُنغِّص عليك عَيْشَك، وأن يُبغِّضَ إليك عبادتَك لربِّك؛ لأن هذه الصِّيغةَ التي ذكرتَ صيغةٌ نبويَّةٌ لم تُنشِئْها من عندك، بل سبقَكَ إلى الاستغاثة بها سيِّدُ الموحِّدين وإمامُ المرسلين صلى الله عليه وسلم، فكيف يدخلك الشَّيطان بسببها في كلِّ هذه الشِّعَاب الملتوية؟!
فاطرح عنك هذه الوساوس واقطع مبادئها، وذكِّر نفسَك أن العلمَ لم يكن في لحظةٍ من اللَّحَظات نقمةً، إن الذي لم يدرس دقائقَ قضايا الأسماء والصِّفات مُعافًى من هذه الوساوس، لا تخطر له على بالٍ ولا تُشوِّش عليه عبادةً، أفيكون حظُّ من تعلَّم شيئًا منها هذا التَّشْويش وهذا الكَدَر؟!
كيف تجعل مِن العِلْمِ نقمةً ومن الجهل رحمةً! لستَ في حاجةٍ إلى النُّطْق بالشَّهَادتَيْن في أعقاب كلِّ غاشيةٍ من هذه الغواشي لكي تُجدِّدَ إيمانَك، ولكنك محتاجٌ إلى دوام الاستعاذة بالله عز وجل، وبنفسِ الصِّيغة النبويَّة التي يُحاول الشَّيطانُ أن يُفسِدَ عليك استغاثتك بها، والتمس لنفسك رفقةً صالحةً، وتجنَّبِ الوَحْدةَ ما استطعتَ، واعْمُرْ وقتَك بذِكْر الله ما استطعت. واللهُ مِن وراءِ القَصْد، والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   03 العقيدة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend