لي قريبٌ مصريٌّ يعيش في الولايات المتحدة، يُخَطِّئه هنا من في مصر ويقولون بجواز معاداته لأنه يدفع الضرائب للحكومة الأمريكيَّة، والتي تستخدمها في الحروب التي تخوضها في العراق وأفغانستان وفي مساعدة إسرائيل. أريد معرفة الحكم والرد منكم؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الإقامة خارج بلاد الإسلام يختلف حكمُها من فرد إلى آخر بحسب ظروف المقيم وما أحاط به من ملابسات، فمن كان قادرًا على إظهار دينه وآمنًا من الفتنة فيه فلا حرج عليه أن يقيم حيث شاء؛ فإن البلادَ بلادُ الله والعبادَ عبادُ الله، وحيثما أصبتَ خيرًا فأقم، على أن تكون له في هذه الإقامة نيَّةٌ صالحة من طلبِ علمٍ أو تحصيل رزق، أو فرار بدين ونحوه. أما من كان عاجزًا عن إظهار دينه أو خشي من الفتنة فيه فلا تحلُّ له هذه الإقامة.
وأما الضرائب فإن الأصلَ فيها أنها تعود في صورة خدمات إلى دافعي الضرائب، وما يُنفق منها في الفساد فإنه من جنس تزاحم المصالح والمفاسد، وتداخل المنافع والمضارِّ في أزمنة الفتن، ولا يكاد يخلو منه عملٌ، والعبرة في هذا وأمثالِه إنما تكون لما غلب أو ما كان يقصد أصالةً، أما التابع أو القليل النادر فأرجو أن يكون مما يغتفر؛ نظرًا لما يقابله من مصالح راجحة. والله تعالى أعلى وأعلم.
دفع الضرائب في دولة تحارب بعض دول الإسلام
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 03 العقيدة