ما حكم التعاون مع مساجد نختلف مع إدارتها في المنهج (وحدة الأديان) هل يجوز الإعلان عن حفل لجمع التبرعات لهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الذي يجمع بين محاب الله ومساخطه يوالى من وجه ويعادى من وجه، فيوالى باعتبار أصل إيمانه وعلى قدر ما فيه من البر والطاعة، ويعادى على قدر ما فيه من الفجور أو البدعة، فهؤلاء الذين هم على بدعة في اعتقادهم لهم نصيب من الموالاة باعتبار أصل إيمانهم بالله ورسوله، فلا يسلَّمون إلى الكفار، ويغاثون عند الشدائد، ويدعى لهم بالهداية في الحياة، ويترحم عليهم بعد الممات.
وباعتبار ما هم فيه من البدعة أو الضلال يحذر من بدعتهم، ولا يعانون في مقام يزدادون به قوة في نشر هذه البدعة ويمكنهم من فتنة الناس بها، وقد تكون المصلحة في الدعوة إلى السنة وتعليم أصولها للناس دون التصدي إلى أشخاص أو إلى مؤسسات أملًا في استعادة بعض هؤلاء، وحرصًا على عدم إغراء العداوة والبغضاء بين المنتسبين إلى القبلة في واقع حرج دقيق تمس الحاجة فيه إلى التألف والمداراة وتراص الصفوف واجتماع الكلمة.
وعلى هذا فقد يعانون في مقام بلغ بهم الحرج مبلغ الحاجة إلى الغوث العاجل، كالخوف من مصادرة المسجد أو إغلاقه من قبل غير المسلمين، فأن يبقى هذا المكان مفتوحًا في أيدي مبتدعة من المسلمين خير من أن يصادر وتئول ملكيته لغير المسلمين، أو حاجتهم إلى دعم ومؤازرة في مواجهة اعتداء وقع عليهم من غير المسلمين، ومست الحاجة إلى أموال تجمع لهذا الغرض ونحوه.
ولا يعانون في مقام آخر يجمعون فيه أموالًا لتمويل أنشطة دعوية وبرامج فكرية تتضمن ترويجًا لباطلهم ونشرًا لبدعهم وأباطيلهم، وبهذا يتحقق فينا قول الله عز وجل: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة: 2].
والأصل في هذا كله ما تقرر في الأصول: من أن مبنى الشريعة على تحقيق خير الخيرين ودفع شر الشرين. والله تعالى أعلى وأعلم.
التعاون مع مساجد غير سُنيَّة
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 03 العقيدة