ما حكم أخذ الإقامة الدائمة والجنسية الأمريكية لغرض تكملة الدراسة الطبية ونشر محاسن الإسلام، ثم العودة لبلده ليعامل معاملة كريمة؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن التجنس بجنسية دولة من الدول غير الإسلامية في صورته الأصلية المطلقة والمجردة، أيْ باعتباره عقدًا بين الدولة والمتجنِّس يقبل بمقتضاه شرائعها، ويصبح بمقتضاه سِلمًا لأوليائها وحربًا لأعدائها؛ لا يحل، لا سِيَّما ما كان منه في زمن الحرب وإبَّان الاحتلال، وهذا هو الذي تنصرف إليه المحاذير التي ذكرها المانعون.
أما التجنس في صورته المعاصرة في ظل ما شاع في العالم من مواثيق الحريات والتعايش السلمي بين الشعوب، وأصبح المسلم قادرًا على إقامة مؤسساته الدعوية ومراكزه الإسلامية في معظم دول العالم خارج ديار الإسلام، وتكفُل له دساتيرها حرية إظهار الدين وإقامة شعائره، ومع هذا التسامح الذي تكفله دساتير هذه المجتمعات وترعاه المؤسسات الدولية، فإن التجنس في ظل هذه المتغيرات إذا حسُنت فيه النية فلا حرج؛ لأنه سبيل إلى توطين المقيمين في هذه البلاد، والحصول على حقوقهم ودفع كثير من المظالم عنهم، وتمكينهم من المشاركة في بناء جالياتهم ومجتمعهم، على النحو الذي تتسع به رقعة الخير وتنحسر به رقعة الشر. والله تعالى أعلى وأعلم.
التجنُّس بجنسيات دول غير إسلامية
تاريخ النشر : 08 أغسطس, 2017
التصنيفات الموضوعية: 03 العقيدة, التصنيف الموضوعي