ردة المسلمين في دار المهجر

يا أخي الكريم، أُريد أن أطرح موضوعًا مهمًّا جدًّا، ألا وهو أن هناك أناسًا يعيشون في أمريكا في ولاية منيسوتا وقد كانوا مسلمين ولكنهم تركوا ديانتهم وبدءوا في التكلم عن الدِّين والنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالسُّوء، وتشويه سمعة المسلمين والدِّين الإسلاميِّ بشتَّى الأساليب والطُّرُق، واتَّخذوا ديانةَ النَّصارى دينًا لهم وأنكروا دينَهم الإسلاميَّ؟ أرجو منكم المساعدةَ.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فيُؤسفني ما تذكر من رِدَّة هؤلاء عن دينهم واستحبابهم العمى على الهدى، ويُذكِّرني هذا بقول الله عز وجل : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾ [المائدة: 54].

فمن يفعلون ذلك يخسرون أنفسهم ولا يضرون الله شيئًا(1)، والقضيَّة أيُّها الغيور أن نُدرك أن للدَّعوة خارج ديار الإسلام رسالتين: أولاهما حفظ الإسلام على أهله، والثَّانية دعوة غير المسلمين إلى الإسلام، ولا شكَّ أن حفظَ الإسلام على أهله على رأس المطالب والأولويَّات، فينبغي أن تتكاتف الجهودُ في هذا الصَّدد، وإنني أرجو ألا تيأس من استعادة هؤلاء إلى الإسلام ببذل الجهد الصَّادق والتَّعرُّف على أحوالهم عن كثبٍ والتلطُّف في خطابهم وتذكيرهم بما خرجوا عليه من بلادهم من الإيمان بالله ورسوله، والاستعانة في ذلك بالله عز وجل  ثم ببعض الدُّعاة المحلِّيين من أئمة المساجد ومن غيرهم، لإعداد برنامج للتعرُّف على هؤلاء والتَّواصل معهم والتَّعرُّف على مشكلاتهم والسَّعْي في إيجاد حلولٍ لها، وإذا تكاتفتِ الجهود أرجو أن تُثمر بإذن الله، وإن لم تُثمر فقد أعذرتَ إلى ربِّك؛ ﴿لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ [الأعراف: 164].

زادك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قال تعالى: ﴿وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *  إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ  [آل عمران: 176- 177].

وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد: 32].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   13 مسائل الأقليات المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend