ما رأيكم في منهج الدكتور عدنان إبراهيم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد تكفَّل بالرد على هذا السؤال آخرون، ممن عُرفوا بالغيرة على السنة والوسطية في فهمها، وقد كفونا المؤنة في ذلك جزاهم الله خيرًا.
وصفوة القول أنك إذا رأيت رجلًا يشوب منهجَهه بالطعن في معاوية بالنسبة للصحابة والحط عليه واتهامه بالنفاق، وبالطعن في البخاري بالنسبة للمحدثين، واتهامه فيما قدمته الأمةُ قاطبةً من أجله؛ فاتَّهِمْه في الدين وسَلِ اللهَ له العافية.
فكيف بمن يجعل ذلك منطلقًا لمشروعه الفكري وأساسًا من أسسه؟! فلا تضيع وقتًا في تتبُّع ذلك؛ فإن الأعمارَ أنفس من أن تضيع في تتبُّع أمثال هذه المشتهرات والشذوذات من الأقوال والمسائل.
ورحم اللهُ ابنَ المبارك وهو أمير المؤمنين في الحديث إذ يقول في معاوية : «معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزرًا اتهمناه على القوم- يعني الصحابة»(1).
ورحم الله النسائي إذ يقول عندما سُئِلَ عن معاويةَ بن أبي سفيان : «إنما الإسلام كدارٍ لها بابٌ، فبابُ الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابةَ إنما أرادَ الإسلام، كمن نَقرَ البابَ إنما يريدُ دخولَ الدار. قال: فمن أراد معاويةَ فإنما أراد الصحابة»(2).
ورحم الله الربيع بن نافع الحلبي: إذ يقول: «معاوية سترٌ لأصحاب محمد ﷺ، فإذا كشفَ الرجلُ الستر اجترأ على ما وراءه»(3).
زادك الله حرصًا وتوفيقًا، وسقى اللهُ أيامًا لك بيننا كنت فيها ربيع المجالس وزهرتها، وجمعنا وإياك على محبته في هذه الحياة، وفي دار كرامته بعد الممات. والله تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) أخرجه ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (59/208-209).
(2) ذكره المزي في «تهذيب الكمال» (1/339) وعزاه للنسائي.
(3) أخرجه ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (59/209).