يُرجى التوضيح لمعنى عبارة: «حسنات الأبرار سيئات المقربين»؛ حيث إننا قرأنا هذه العبارة ولم نتوصَّل إلى حقيقتها، وجزاكم اللهُ عنا وعن المسلمين خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن هذا القولَ لا يُعرف حديثًا، ومن جعله حديثًا فقد وَهِم، ولكنه من عبارات بعضِ أهل الزُّهد والتنسُّك، ويُمكن أن يكونَ له محملٌ صحيح، بأن يقولَ: إن ما يُقبل من المقتصدين من مراتب الفضل قد لا يُقبل من السابقين باعتبار ما يتوقَّع منهم وجُبلوا عليه من مَضَاء العزيمة وعلوِّ الهمة، ولكن هذا لا يعني أن الحسنةَ تتحوَّل في ذاتها إلى سيئةٍ يُعاقب عليها، أو تكون مسخوطةً لله عز وجل ، فقد تَقْبل مثلًا من أحد المُفرِّطين في دراستهم من أبنائك أن ينجح بنسبة سبعين بالمائة وتَعُدُّ ذلك منقبةً له، وقد لا تقبل هذا من ابنٍ آخر لك تعوَّدتَ منه الجِدَّ، وتوقَّعت منه أن يكسر حاجزَ التسعين مثلًا، فإن جاء بأقلَّ من ذلك حزنت وعتبت! فإن كان هذا هو المقصود أو قريب منه فلا حرج. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.