أرسل إليكم للاستفسار عن موضوع في تقديري أنه حيوي ومهم، وهو:
كيف يمكن للمسلمين الاستمتاع بالمتنزهات والأماكن، مثل المطاعم الخالية من الكحول والكافيهات، في ضوء أن معظم المترددين على تلك الأماكن يتسمون بعدم الالتزام بالآداب الشرعية والاختلاط، سواء في الزي أو التصرفات؟
أنا أسأل في ضوء حديث «المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ» وفقه الإنكار بالقلب. وهل تدخل هذه الأشياء في قاعدة يحل تبعًا ما لا يحل استقلالًا؟ فالإنسان محتار، وحاول أن يستمتع من غير مخالفات شرعية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن هذا الذي تتحدث عنه مما عمت به البلوى بالنسبة للمقيمين خارج ديار الإسلام، والقاعدة في هذا ونظائره: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [التغابن: 16]
وإذا ذهبت إلى المطعم الخالي من الكحول، وأحسنت اختيارَ مكان الجلوس فيه، واجتهدت في غضِّ الطَّرْف ما استطعت، فأرجو أن تكون في محلِّ الرخصة، وما عجزت عنه من الإنكار باليد أو اللسان يتحول إلى بديله وهو الإنكار بالقلب.
وإن تيسر لك مكان يرتاده أهل الدين فلا تبغِ به بدلًا، وينبغي أن تجتهد الجالية الإسلامية في توفير هذه البدائل في إطار ما تُشرف عليه من المراكز الإسلامية.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق. والله تعالى أعلى وأعلم.