عمري 21 سنة، أنا متدين والحمد لله، وعندي كرب شديد جدًّا، لكن الحمد لله على كل حال، وأدعو الله كثيرًا جدًّا في كل وقت بأن يقضي لي ما في بالي، وأن يُنقذني من هذه المحنة، وقد رأيتُ في آخر أيام رمضان اسمَ الله مكتوبًا في السماء أمام بيتي بحيث لم يستطع أحد رؤيته غيري، وأصبحت أدعو الله أكثر وأكثر، وكنت أنتظر اسم الله للمرة الثانية حتى جاء يوم عاشوراء بعد قيامي بصلاة استخارة على حالي، وكانت منيرة باللون الذهبي وقمت بتصويرها، وبعد شهرين رأيت رؤيا للشيخ محمد حسان وهو يسلم عليَّ، وشعرت بأنه يريد أن يعرف ما الكرب والحزن الذي عندي، وشعرت أنه مهموم لأنني مهموم، وصعد معي إلى البيت، وأخبرني بأنه يحبني، أنا أريد أن أعرف هل الله يقول لي بأني سوف أستجيب دعاءك ولكن اصبر أم ماذا؟
ثم بعد ذلك رأيت رؤيا أخرى أني وأحد أصحابي كنا في أسانسير وفجأة أفلت الأسانسير وسقط بنا في الهواء، فقلت الشهادة مرتين مع أني كنت واثقًا ثقة شديدة جدًّا أنني لن أموت، لا أدري كيف، وبعد هذا قلت «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» مرات كثيرة، وفجأة سقط الأسانسير على منطقة ثلجية، ولا أعرف كيف، ونجوت أنا وصاحبي، وكنت مسرورًا جدًّا مع أننا كنا قريبين من الموت لسقوطنا من الطابق الخامس عشر. أرجو الرد يا شيخنا وحياة حبيبك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجزاك الله كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا أدري ماذا أقول لك يا بني، فلست ممن يُعبرون الرؤى، وإن كانت هذه الرؤى التي ذكرت واضحة جدًّا، ففيها بشارة ونجاة، على نحو لا يحتاج إلى تأويل، وأرجو أن يدركك من بركات ربك ورحماته وألطافه ما تطيب به نفسك بإذن الله.
وبالمناسبة لم أقرأ رسالتك إلا في هذه اللحظة، وفي لحظة قراءتها كتبت إليك يا بني، وأذكرك بأن «مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِالله أَوْ لِيَصْمُتْ»(1).
فلا يجوز أن تقول «وحياة حبيبك سيدنا محمد»، فإن رسول الله سيدي، وسيد آبائي، وسيد الناس جميعًا، ولكن لا يجوز الحلف به بارك الله فيك؛ لأنه هو الذي أمرنا قائلًا: «مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِالله أَوْ لِيَصْمُتْ». والله تعالى أعلى وأعلم.
————————–
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الشهادات» باب «كيف يستحلف؟» حديث (2679)، ومسلم في كتاب «الأيمان» باب «النهي عن الحلف بغير الله» حديث (1646)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.