أنا طبيبة دائمًا مشغولة بأني قد أموت صغيرةً في السن كما حدث مع أمي وجدتي أم والدتي وخالة والدتي بالإضافة إلى عماتي؛ حيث إن أبي ابن خال أمي، أنا أعيش في بريطانيا وبعد بحث كثير عن وظائف تم قبولي في مكان واحد، ولكن عند مقابلتي لمدير المستشفى رحب بي بشدة ثم ذكر لي أنه كانت معهم طبيبة مصرية أيضًا ولكنها توفيت صغيرة، تشاءمتُ جدًّا وأنا أعرف أنه لا يجوز، ولن أرفض الوظيفة لهذا السبب ولكنني جد حزينة وخائفة. ما حكم الشرع في هذه الأفكار؟ وما واجبي؟ علمًا بأن وفاة السيدات في عائلتي في سن أواخر الأربعينيات أو أواخر الخمسينيات حقيقة واضحة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن آجال العباد بيد الله وحده، فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، قال تعالى: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ۗ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ [آل عمران: 145]، وقال تعالى: وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ [لقمان: 34].
فاصرفي عنك هذه الهواجس، واعلمي أن اختيار الله لنا أولى من اختيارنا لأنفسنا، ولا ينبغي لك أن تنصرفي عن هذه الوظيفة بهذا السبب، فإن من ردته الطِّيَرَة فقد أشرك، وإذا تطيرت فلا ترجعي، فاستخيري الله عز وجل وامضي في قبولها، فإن كانت خيرًا يسرها الله، وإن كانت شرًّا صرفها عنك برحمته وفضله. ونسأل الله لنا ولك العفو والعافية، والله تعالى أعلى وأعلم.
حكم التشاؤم
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 14 متنوعات