حبس البنت عن الخروج حتى إلى صلة رحمها

شيخنا الفاضل، أنا لي سنين طويلة وأنا لا أخرج من البيت وبالتالي فأنا لا أصل رحمي فهل أنا آثمة؟
بالطبع لكل شيء سبب، أنا في الأول كنت أخرج للمسجد لاستماع الدروس أو أخرج لطبيبة الأسنان من أجل العلاج أو أصل بعض أرحامي، يعني أنا كنت عادية جدًّا وأخرج من البيت للضرورة كما سبق ذكره، لكن والدتي غفر الله لها كان يؤذيها خروجي كثيرًا جدًّا جدًّا لدرجة أنه عندما أخرج للمسجد لاستماع الدروس كل أسبوع كانت تدعو عليَّ بحادثة! ومع ذلك كنت أقول في نفسي: أنا لم أفعل شيئًا محرمًا وهذا شيء أذن الله لنا به نحن النساء. لكن كان يحزنني هذا التصرف وهذا الدعاء عليَّ. ومرة كنت سأذهب إلى عمتي لأنها ألحَّت عليَّ أن آتي عندها لموت زوجها. والدتي سبتني وشتمتني وقالت لي: أنا أعطيتك درسًا كي لا تفكري في الخروج مرة أخرى. وآخر مرة أذكرها كانت للمسجد وقبل خروجي والدتي سقطت على الأرض وصرعت. كل هذا لأني سأخرج فقلت في نفسي: والله لن أخرج ما دامت لا تريد ذلك، وآنذاك كان عمري 23 سنة أما الآن فأنا أبلغ من العمر 38 سنة، الآن الأمر مختلف والدتي لم تعد تقل لي شيئًا عن الخروج لكن أنا بدوري لم أعد أستطع الخروج. أكون سعيدة جدًّا وبمجرد ما تذكر لي الخروج أشعر بحزن شديد وبكاء شديد! حاولت مرارًا أن أخرج لكني لم أستطع.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
زادك الله حرصًا وتوفيقًا وبرًّا، ما مضى كان عن اجتهاد، وأرجو أن يشمله عفو الله عز وجل بل ومثوبته، فإن للمجتهد أجرًا على كل حال أخطأ أم أصاب، ضاعفي برك لأمك وسليها أن تتجاوز عما عسى أن يكون قد بدر منك تجاهها من تقصير أو عقوق واذكري أن رحمةَ الله وسعت كلَّ شيء، وأنها قريب من المحسنين. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   14 متنوعات

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend