ما رأي الدين فيمن آتاه اللهُ المالَ واستغلَّه في ظلم النَّاس؟ مثل تسليط الحكومة على أحدٍ أو إيقاعه في مشكلة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فما سألتَ عنه لا يحتاج إلى سؤالٍ، فقد استقرَّ في الفِطَر جميعًا قُبْحُ الظلم وسوء مُنقلَبِ أصحابه، وأنه خرابٌ للبيوت العامرة، وأن الـمُلك قد يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم، و««إِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»»، و««دَعْوَةُ الْـمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللهُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»»، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: 227].
جبر اللهُ كسرك وهوَّن عليك مُصابَك، وجعل ثأرك على مَن ظلمك. ولكنا نُذكِّرك بفضيلة العفو، ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ [الشورى: 40]، ويوم القيامة سيُرسل الله مَن يُنادي فيقول: أين الذين على الرحمن أجرُهم؟ فلا يقوم سوى مَن عفا وأصلح(1). ولله درُّ القائل:
كن قابل العُذْرِ واغفر ذلة النَّاس *** ولا تطع في البرايا أمر وَسواس
|
|
|
جعلك الله منهم وأدخلك مدخلهم. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) موقوف على بعض الصحابة كما في «مكارم الأخلاق» للطبراني ص55 عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، والبيهقي في «شعب الإيمان» عنه أيضًا.