1- ما عقوبة الشخص الذي يقوم بركل الطاولة بالمصحف الذي عليها ويطيح بهما أرضًا حين طلب منه حلف اليمين على صحة أقواله رافضًا حلف اليمين؟
2- هل يجوز كتم هذه الواقعة والشهادة لمن فعلها بأنه رجل صالح؟
3- هل تقبل شهادة هذا الرجل؟ وهل يقبل به قاضيًا أو محكمًا في أمر من أمور المسلمين؟
4- هل تعتبر الشهادة على هذه الواقعة سبًّا لمن فعلها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن ما ذكرت من الجرائم منكر، ولا نتصور مسلمًا غير مغلوب على عقله يجترئ على ذلك، فنسأل الله لنا ولكم العافية.
أما رفضه لحلف اليمين فتلك قضية فقهية ينظر فيها في ضوء الواقعة موضع النزاع، والأصل في هذا أن البينة على من ادعى واليمين على من أنكر، ومن الفقهاء من قال: إن من توجهت عليه اليمين فأبى فإنه يقضى عليه بنكُولِه عن الحلف، وهذا تفصيل فقهي لا أحسبه موضع سؤالك، وإنما كان سؤالك عن التجرؤ على رمي الطاولة بما تحمله من كتاب الله عز وجل، وقد علمت بشاعته ونكارته، ويلزم من تورط فيه أن يبادر إلى التوبة على الفور، ولو كان هناك حكم إسلامي مطبق فإن القضاء الشرعي يُعزِّره بما يردع أمثاله عن معاودة مثل هذا العمل المنكر القبيح.
أما عن كتم هذه الواقعة والشهادة لمن فعلها بالصلاح فإنه خلاف الأصل، وكيف يشهد بالصلاح لمن ركل المصحف أو ركل ما وضع المصحف فوقه من مائدة ونحوه؟! اللهم إلا إذا تاب وحسنت توبته؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ومثل ذلك يقال في بقية أسئلتك، فلا يجوز تعيين مثل هذا الشخص مُحَّكمًا أو قاضيًا إلا إذا تاب من ذلك وحسنت توبته، ولا يعتبر ذكر هذه الواقعة من قبيل السب إلا إذا تاب وحسنت توبته.
ولكن أرجو أن يكون منهجنا في التعامل مع أخطاء الآخرين استحياءهم بالتوبة، وليس مجرد التشهير بهم واستغلال ذلك لتصفية حسابات شخصية معهم؛ فإن إنكار المنكر كغيره من سائر الأعمال الصالحة يجب أن يكون لله وحده، وليس لحظوظ النفس وأهوائها وتصفية المواقف الشخصية مع أصحابها.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.
أهمية الآداب الإسلامية
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 14 متنوعات