كفارة القتل بالإهمال والتقصير

منذ حوالي خمسة عشر عامًا كنت في سنوات التدريب كطبيبة نفسية، وفي إحدى النوبتجيات حضر مريض- على ما أتذكر- متهيج وكانت معه والدته. قمت بتشخيص الحالة ولا أتذكر التفاصيل، ولكني أتذكر أني لم أحجز المريض بالمستشفى بدعوى أنه لا يوجد أسِرَّة مجانية شاغرة، وأنا غير متأكدة إذا كان يوجد سرير مجاني في تلك الليلة أم لا. كان العرف هو استخدام الأسرة المجانية نهارًا فقط أما بالنسبة للحجز ليلًا فيجب استئذان أحد الأساتذة في حالة أن هناك حالة استثنائية، والاعتماد أكثر على الأسرة بأجر ليلًا، في مثل هذه الأحوال كنت أطلب من أهل المرضى الحضور صباحًا ليتمكنوا من الاستفادة من الحصول على سرير مجاني إذا كانوا في حاجة لذلك أو يحضروا نقودًا إذا كانوا يستطيعون. ولكني لا أتذكر تفاصيل ما قلته لوالدة هذا المريض.
وبعد أيام قليلة قتل هذا المريض والدته، هل أنا قتلت هذه الأم؟ وكيف أكفر عن تقصيري؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا يخلو موقفك هذا من قدر من التقصير، وسيعرض على الله جل وعلا ليقضي فيه بعدله، ولكننا لا نستطيع أن نلزمك بكفارة القتل الخطأ لعدم التيقن من بعض المقدمات على النحو الذي فصلت فيه القول في سؤالك، الذي ننصحك به هو التوبة إلى الله عز و جل  والإكثار من عمل الصالحات فإن الحسنات يذهبن السيئات، وأن تأخذي درسًا من هذا الموقف بالنسبة للمستقبل، فإن الأطباء رسل الحياة في هذه الدنيا والمسئولية المنوطة بهم جسيمة، والطب قسيم العلوم كلها، حتى قال الشافعي :: «العلم علمان، علم الأديان وعلم الأبدان»(1).
فأسأل الله لك المغفرة وإقالة العثرات إنه ولي ذلك والقادر عليه. والله تعالى أعلى وأعلم.

____________________

(1) أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» (9/142).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   11 التوبة, 14 الديات

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend