قبول توبة المرتد ومن سب الله أو النبيقبول توبة المرتد ومن سب الله أو النبي

يا شيخي الحبيب: صور ومظاهر الرِّدَّة والعياذ بالله ذَكَرها العُلَماء في كتبهم، ومن هذه الصُّور: سبُّ الله أو الرَّسول صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله.
فيا شيخ الأَدِلَّة في القرآن والسُّنَّة الشَّريفة تشهد بأن الكافر تُقبل توبته، وأيضًا المرتدُّ تُقبل توبته، فيا شيخ ما هي أقوال العُلَماء في توبة من سبَّ الله أو الرَّسول صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله؟ وهذا لو أن إنسانًا قام بهذا الفعل، أي سبَّ الله أو الرَّسول صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله علنًا، وجاهر به وحارب الإسلام والـمُسلِمين، سواء أكان مسلمًا ثم رُدَّ والعياذ بالله، أو كان محاربًا للإسلام، فهذا لو تاب تُقبل توبته، وعند من يقول «لا تقبل توبته» هل يقصدون في الظَّاهر؟
وهل لو أن شخصًا فعل مثل هذا الفعل، أي: سبَّ الله أو الرَّسول صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله، ولم يصل الأمر إلى الإمام وتاب بينه وبين الله صلى الله عليه وسلم، فهل تُقبل توبته؟
لو أن إنسانًا ابتُلي بوسوسةٍ في مثل هذا، فكان يأتيه الشَّيطان أو يأتيه حديث نفس يقول له: أنت وقعتَ في مثل هذه الأمور والعياذ بالله، فما الحل؟
فقد يأتي الشَّيطان ويقول لشخص: أنت فعلت هذه الأشياء وليس لك توبة وقد انتهى أمرك، ليس لك توبة. وأشياء كهذه شيخي الحبيب. وجزاك اللهُ خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فالأصل أن التَّوبة الصادقة تَجُبُّ ما قبلها، وأنه لا يَعظُم ذنبٌ على التَّوبة، قال تعالى: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ﴾ [الأنفال: 38].

أما سبُّ النَّبي صلى الله عليه وسلم  فالمقصود عند من قال بعدم قبول توبته أن التَّوبةَ لا تسقط عنه عقوبة السَّبِّ، وهي القتل؛ لأن صاحبَ الحقِّ ليس موجودًا بين أظهرنا حتى يتنازل عن حقِّه، وليست الأُمَّة مفوضةً في ذلك.
أما ما يأتيك من وساوس فاستعذ بالله منها، ولا تسترسل معها، فإنك أبعد النَّاس عن السَّبِّ، ولا أظنُّ إلا أنك ممن يُوقِّرون رسول الله صلى الله عليه وسلم  وتمتلئ قلوبهم بمحبته وتعظيمه! نحسبك كذلك، والله حسيبك، ولا نزكِّي على الله أحدًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   11 التوبة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend