أسمع أن المرض يغفر الذنوب، ماذا عما يُصيب الإنسان من صدَمات وحزنٍ شديد؟ أقصد الألم المعنوي، هل يغفر الذنوب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد نصَّ الحديثُ على أن كلَّ ما يُصيب المسلمَ مما يسوءه يُكفِّر اللهُ به عنه من سيئاته، ماديًّا كان أو معنويًّا، فعن أبي هريرة : عن النبيِّ ﷺ قال: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ؛ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا- إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ»(1).
فأشار الحديث إلى الهم والحزن والغم، وكل ذلك من الآلام المعنوية كما هو ظاهر، فمن ابتلي بشيء من ذلك فلا يحسبن أن ما يأتيه من همٍّ أو ألم ولو كان شوكة يشاكها سيذهب سُدًى، بل سيُعوَّض خيرًا منه، ستُحطُّ عنه الذنوب كما تحطُّ الشجرة ورقها.
فالمصائب كما قال الشيخ ابن عثيمين : تكون على وجهين:
تارة إذا أصيب إنسان تذكَّر الأجر واحتسب هذه المصيبة على الله، فيكون فيها فائدتان: تكفير الذنوب، وزيادة الحسنات.
وتارة يغفل عن هذا، فيضيق صدره، ويغفل عن نية الاحتساب والأجر على الله فيكون في ذلك تكفيرٌ لسيئاته.
إذًا هو رابحٌ على كل حال في هذه المصائب التي تأتيه، والحمد لله على رحمته وفضله.
أسأل الله جل وعلا أن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المرضى» باب «ما جاء في كفارة المرض» حديث (5642)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن» حديث (2573)، من حديث أبي هريرة .