أنا أعمل مديرًا للحسابات بأحد المصانع في دولة مصر، وصاحبها رجل أعمال سعودي ومعه شريكان من مصر بنسب بسيطة، والمسئول عن الإدارة أحد الشُّركاء المصريين، والشَّريك السعوديُّ يحضر للمصنع على فترات متباعدة.
وفي شهر رمضان الماضي أعطى شيكًا بمبلغ 10000جنيه مصري كزكاة رمضان لتوزيعها على العاملين في المصنع، ولكن المدير المصريَّ قام بتوزيع مبلغ بسيطٍ منها وأخذ الباقي له شخصيًّا، وطلب مني تسوية هذه المبالغ في صورة مبالغ تمَّ صَرْفها للعاملين بالمصنع.
وبصراحة في هذا الوقت كنت بعيدًا عن الله، ولم أفكر في هذا الذَّنب، ولكن بعدما تبتُ إلى الله أصبحتُ أُفكِّر في كلِّ شيءٍ فعلته في الماضي وأريد التَّخلُّص منه في الدُّنيا حتى لا أقابل بها الله في الآخرة.
فهل أُعرف رجل الأعمال السعودي؟ أم ماذا أفعل؟
علمًا بأنني متأكِّد أنني إذا أعلمته بهذا الأمر فإن ذلك سوف يكون آخر يومٍ لي في العمل بالمصنع.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الدِّين النَّصيحة(1)، فهل من سبيل إلى نصح ذلك الشَّريك الذي أساء التَّصرُّف في المال ولم يرع الأمانة، فلعله يتذكَّر أو يخشى؟!
قد يُجدي هذا المسار ولا تحتاج معه إلى إبلاغ الشَّريك السعوديِّ من الأساس، فإن لم تنجح في هذا المسار فقد يسعك أن تُرسل رسالةً إلى الشَّريك السعوديِّ تنصح له بأن يحتاط لأمواله الزَّكويَّة، لأن ممن يستأمنهم على توزيعها من ليسوا أهلًا لذلك! وقد تُعرض له بذكر هذه الواقعة، وإن خفتَ أن يؤدِّي توقيعُك عليها إلى إلحاق الأذى بك فاجعلها من فاعل خيرٍ، وربما تدعم رسالتك ببعض الدَّلائل والأمارات التي يشعر معها بأن صاحبها مُطَّلع على الأمور وأنها ليس مُجرَّد وشاية من مُغرِض يتكلَّم رجمًا بالغيب.
استَخِرْ ربَّك على كلِّ حالٍ، وأسأل اللهَ جلَّ وعلا أن يختار لك ما هو أرضى له وأحب إليه وأكثر تحقيقًا لعبوديته، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان أن الدين النصيحة» حديث (55) من حديث تميم الداري  رضي الله عنه ، أن النبي ﷺ قال: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ». قلنا: لمن؟ قال: «لله وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْـمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ».