ســـــــــــؤال :
هــل النــدم الشـديــد بعد الذنب كبيرًا كان أو صغيرًا و الذي يؤدي إلى حزن شديد وأحيانًا إلى اكتئاب، هل هو أمر ممدوح؟
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم
الحمدلله، والصلاة والسلام على رَسُولَ اللَّهِ ﷺ
وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعـــد:
فإن الندم أحد أركان التوبة
❐وهو الجنة من الاستحلال، ولكن لا ينبغي أن يبلغ به الأمر مبلغ القنوط من رحمة الله عز وجل، بل يظل العبد متقلبًا بين الخوف والرجاء يرجو رحمة الله ويخاف ذنوبه، ويحسن الظن بربه أنه سيقبل توبته إن صدق فيها، وهو القائل:
(وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۖ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيم)
وقد قال تعالى:
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
وقد روي أن عمر قال لقدامة لما تأول شرب الخمر، ثم نبهه عمر فانتبه، ومكث دهراً وهو يبكي على نفسه حتى كاد أن يبلغ به الأمر مبلغ اليأس من رحمة الله، فجاء به عمر رضي الله عنه مرة أخرى، ثم قال له:
لا أدري أي ذنبيك أعظم؟ استحلالك الخمر؟ أم يأسك من رحمة الله؟ وتلا عليه أول سورة غافر:
{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر:3]
و الله تعالى أعـلىٰ وأعلـم