عندي مشكلة: أنا فتاة غيرمتزوجة، عندما أنوي القيامَ بأيِّ عمل تتعطل أموري كلُّها وتأتيني مائة مشكلة. وقد جربت كثيرًا هذه المسألة، لا أستطيع المواصلة وأفشل وأحزن. فما رأيكم بحالتي هذه بارك الله فيكم وجزاكم كلَّ خير؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن المسلم يستعين بالله ولا يعجز(1)، ويعلم أنه لم ينزل بلاءٌ إلا بذنبٍ ولم يُكشف إلا بتوبة، فإذا نزلت به نازلة فإنه يفتِّش في نفسه فيسجد سببها كامنًا عنه، ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران: 165]
فاستعيني بالصبر والصلاة، وجدِّدي التوبةَ، وأخلصي الدعاء وستدركك رحمة الله إن شاء الله. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «القدر» باب «في الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة» حديث (2664) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «الْـمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى الله مِنَ الْـمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بالله وَلَا تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ الله وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنَّ (لَوْ) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».