شيخنا الكريم إني والله أحبك في الله وأسأل الله أن يجزيك خيرًا على ما تُقدِّمه للإسلام والمسلمين.
شيخنا أريد أن أشكو إليك حالي؛ فإني قد التزمت منذ فترة، لكني كل فترة من كثرة ما أجد من فتن النساء في الشوارع، كل فترة أنظر إليهن حتى يستمرَّ معي ذلك إلى أن أشاهد أفلامًا إباحية، ثم بعد ذلك أتوب وأرجع، ممكن مدة شهرين أو ثلاثة أو حتى شهر، ثم بعد ذلك أرجع مرة أخرى وهكذا باستمرار، وفي فترة التوبة يزين لي الشيطان الفتنة حتى أنظر وبعدها أقع. مع العلم بأني شابٌّ ولست متزوجًا وفي الجامعة. فأرجوك شيخنا أن تساعدني وتضع لي حلًّا فلقد تعبت جدًّا، وأرجوك أن تدعو الله لي بالهداية. وجزاك الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فأسأل الله يا بنيَّ أن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، ومثلك يحتاج إلى رفقة صالحة تشدُّ أزرَه، وتذكره بالله عز وجل، وتعينه على طاعته، فإن كانت البيئة التي تحيط بك بيئةَ غفلة وتفريط فلتفارق هذه البيئة، واستبدل رفقة برفقة، وأصحابًا بأصحاب.
ثم نُوصيك بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»(1).
فعليك بالمبادرة إلى الزَّواج إن كنت قادرًا على ذلك، وأعلم أنه يُقدَّمُ في حقك على الحجِّ، ما دمت تخشى العَنَت، فإن عجزت فالتعفُّف والصيام، قال تعالى:{ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } [النور: 33].
وأخلص يا بني الدُّعاءَ، وتحيَّن أوقات الإجابة، وربك قريبٌ مجيبٌ. ولعلَّ الله أن ينظر إليك نظرةً فيرحمك بها. والله تعالى أعلى وأعلم.

___________________

(1) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «من لم يستطع الباءة فليصم» حديث (5066)، ومسلم في كتاب «النكاح» باب «استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه» حديث (1400)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.