طالب ظَلَم مُعلِّمَه النصراني، مما أدَّى إلى فصل المعلم من المدرسة، والطالب يُحس بالندم، والمعلم سافر إلى بلده، فما العمل الصحيح لإرضاء الله تعالى؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الظلم ظلمات يوم القيامة(1)، وكون المعلم غير مسلمٍ لا يسوغ ظلمه؛ لقوله ﷺ: «مَنْ ظَلَمَ مُعَاهَدًا أَوِ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ»(2).
وعليه أن يسعى ليتحلل من هذه المظلمة، فإن لم يجد إلى ذلك سبيلًا أكثر من الدعاء لهذا المعلم بالهداية، وأكثر من فعل الصالحات، فإن الحسنات يُذهبن السيئات(3). ونسأل اللهَ لنا وله التوبة والمغفرة، والله تعالى أعلى وأعلم.
____________________
(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «المظالم والغصب» باب «الظلم ظلمات يوم القيامة» حديث (2447)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تحريم الظلم» حديث (2579)، من حديث عبد الله بن عمر ب قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
(2) أخرجه أبو داود في كتاب «الخراج والإمارة والفيء» باب «في تعشير أهل الذمة إذا اختلفوا بالتجارات» حديث (3052) عن عدة من أبناء أصحاب النبي ﷺ عن آبائهم، وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» حديث (445).
(3) قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود: 114]