كنت في السابق في سِنِّ المراهقة وقبلها، كنت لا أصلي وأكذب، وأسرق من أهلي، خصوصًا والدتي عندما أقول لها: أعطني بعض المال. فتقول لي: اذهب إلى البيت وخذ الذي قلتُ. ولكني كنت أزيد بعض الأحيان على الذي قالت، وأيضًا كنت أحلف على أن لا أفعل وأفعل، وأنا الآن تُبت إلى الله. ماذا أفعل الآن مع الذي مضى؟ وشكرًا.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا يعظم ذنب على التوبة، فقد قال ربك جل وعلا: ﴿وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 54]
فأخلص يا بنيَّ في توبتك، وأكثِر من فِعل الصالحات، فإن الحسنات يذهبن السيئات(1)، «وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْـحَسَنَةَ تَمْحُهَا»(2).
وإن استطعت أن تجتهد في قضاء ما فاتك من الصلوات بعد البلوغ فذلك حسَنٌ، ويمكنك أن تقضي مع كلِّ فريضةٍ فريضةً مِثلهَا تيسيرًا عليك، وإلا فأكثر من النوافل، واستسمح والديك مما تظنُّ أنك جنَيْتُه في حقهما، وأكثر من صلتهما وبرهما.
ونسأل الله لك الهدى والتقى. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)} [هود: 114].
(2) أخرجه أحمد في «مسنده» (5/ 153) حديث (21392)، والترمذي في كتاب «البر والصلة» باب «ما جاء في معاشرة الناس» حديث (1987) من حديث أبي ذر رضي الله عنه. وقال الترمذي: «حسن صحيح»، وذكره الألباني في «السلسلة الصحيحة» حديث (1373).