التحيُّل لإرجاع مسروق

أنا عندي ٢٧ سنة ومع زوجي في بلد أوروبية، وقد ابتليت وفتنت بشراء الأشياء مثل الملابس مثل باقي النساء، ولكن بزيادة عن العادي، وزوجي بصراحة لا يحرمني من شيء.
المهم يا فضيلة الدكتور أنا عندي حب فضول وحدث أنَّ إحدى جيراني وهي أجنبية من أهل البلد تركَت كيسًا وكتبت عليه به ملابس ابنها، كانت سوف تُعطيه للكنيسة كعادتهم عندما لا يحتاجون هذه الأشياء، فحرضتني نفسي أن آخذه بدلًا من أن تأخذه للكنيسة التي ستُعطيه لأي أشخاص آخرين ممن يتردَّدون عليها، ولكني فُوجئت بأنهم يبحثون عنه، وسألوا كلَّ من بالبيت عن الكيس، ولكني أنكرت أني رأيته لمظهر زوجي أمامهم، وأشعر أنهم يشكُّون بنا لأننا العرب الوحيدون في المنزل. فماذا أفعل إذا أرجعته؟ فسيتأكدون أننا من أخذه، وسيكون شكل زوجي وشكلي سيِّءٌ أمامهم، وإذا لم أرجعه أخشى عقابَ الله في الدنيا والآخرة.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فتحيَّلي لإرجاعِه إليهم بطريقة لا تُوقعك في الحَرج، ولك أن تعرضي بما يدفع عنك هذا الحرج، ففي المعاريض مندوحة من الكذب(1). فإن لم يتيسَّر ذلك فتصدقي أنت بهذه الملابس، ولا تعودي لمثل ذلك في المستقبل، حتى لا تُدخلي نفسك في مثل هذه المضايق، واستصلحي أحوالك بمداومة الذكر وقراءة القرآن. والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) فقد أخرج البيهقي في «شعب الإيمان» (4/ 203) حديث (4794) عن مطرف بن عبد الله قال: أقبلنا مع عمران بن حصين من البصرة إلى الكوفة فما من غداة إلا يناشد فيها الشعر ويذكر فيها أيامَ العرب، وكان يقول: إن في المعاريض مندوحة عن الكذب. وقال البيهقي: «هذا هو الصحيح موقوفًا».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   11 التوبة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend