والله، تعبت جدًّا، أنا صمت رمضان، وتبتلت إلى الله، وقمت العشر الأواخر، وحرصت على الفرديات، وقمت ليالي الخامس والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين حتى في آخر خمس دقائق من الشهر ذرفت دموعي من خشية الله، وطلبت منه المغفرة والعتق من النار، لكنني في أول ليالي العيد أي قبل الصلاة عدت إلى فعل العادة السِّرِّيَّة، والتخاطب مع الأجنبيات، فهل هذا غضب من الله؟ هل الله لم يقبلني ولم يعف عني؟ والله تعبت، كيف أتوب؟ كيف أتوب؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فجدد التَّوْبة يا بني ولا تقنط من رحمة الله ولا تيأس من رَوْحه، واجتهد في الزَّواج إن كنت عزبًا، أو في استقدام أهلك إليك إن كانوا غائبين عنك، ثم استعن على غض بصرك وإحصان فرجك بالصَّوم الذي وصفه رسول الله ﷺ لمن لا يستطيعون الباءة حتى يغنيهم الله من فضله(1)، وابتعد عن الوحدة ما استطعت وفارق خلان السوء ما استطعت، واتخذ لك رفقة صالحة تعينك إذا ذكرت، وتذكرك إذا نسيت، ونسألُ اللهَ لنا ولك العافية. والله تعالى أعلى وأعلم.
_____________________
(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «من لم يستطع الباءة فليصم» حديث (5066)، ومسلم في كتاب «النكاح» باب «استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه» حديث (1400) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بلفظ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».